عبّر نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، عن قلق الأمم المتحدة بشأن انتشار محتمل لفيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء اليمن. وجاءت تصريحات حق ردا على أسئلة حول الموضوع لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك خلال المؤتمر الصحافي اليومي.
وقال حق "إن منظمات الأمم المتحدة المختصة تعمل مع السلطات المحلية بغية مواجهة أي انتشار محتمل للفيروس في جميع أنحاء البلاد، إلا أن المخاوف حقيقية وقائمة".
وحول الوضع الإنساني والنقص الشديد في التمويل الذي تعاني منه صناديق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، قال "لقد أكدنا خلال الأشهر الماضية وبشكل مستمر أن النقص في تمويل صندوق المساعدات الإنسانية الخاصة باليمن سوف يضطرنا إلى تقليص البرامج. هذا في وقت بات اليمنيون بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية حيث يواجهون تهديدا جديدا، وهو الوباء، وقد تكون تبعاته مدمرة إذا لم نتمكن من مواجهته".
التأثير الاقتصادي لانتشار وباء كورونا الجديد على بلد كاليمن تمزقه الصراعات قد يكون أكثر تدميراً من المرض
ويشير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في هذا السياق أن "التأثير الاقتصادي لانتشار وباء كورونا الجديد على بلد كاليمن تمزقه الصراعات، قد يكون أكثر تدميراً من المرض".
ويعيش في اليمن أكثر من ثلاثين مليون شخص، ثمانون بالمئة منهم يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. ويشير برنامج الغذاء العالمي إلى "أن اليمن يشهد أكبر معدلات سوء تغذية حول العالم، وأن هناك أكثر من مليون امرأة ومليوني طفل يعانون من سوء حاد للتغذية. ومن بين هؤلاء هناك قرابة 360 ألف طفل معرضون لخطر الوفاة".
وفي سياق منفصل، حذرت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في بيان، من عواقب استمرار الحوثيين في منع فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى ناقلة النفط العملاقة "صافر"، والتي ترسو قبالة السواحل اليمنية منذ عام 2015.
ويقول جيري سيمبسون، المدير المساعد في قسم النزاعات والأزمات للمنظمة "تؤخّر السلطات الحوثية بتهوّر وصول خبراء الأمم المتحدة إلى ناقلة النفط المتهالكة التي تهدّد بتدمير أنظمة بيئية بأكملها والقضاء على سبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعانون أصلا في ظلّ الحرب اليمنية".
وكان مجلس الأمن الدولي في نيويورك قد عقد اجتماعا خاصا، عن بعد، قبل أقل من أسبوعين لنقاش مخاطر احتمال تسرب النفط من الناقلة صافر. وشدد مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، خلال إحاطته في تلك الجلسة على أن تبعات أي تسرب ستكون كارثية على عدة أصعدة من بينها البيئي والاقتصادي والإنساني. وحذر من أن أي تسرب سيؤثر على المناطق الساحلية، وخاصة تعز والحديدة وحجة. وكانت الأمم المتحدة قد دقت ناقوس الخطر في نهاية شهر مايو/أيار الأخير عندما بدأت مياه البحر تتسرب إلى غرفة محرك الناقلة، مما يهدد باحتمال غرقها بشكل كامل ويؤدي إلى تسرب نفطي كبير، حيث تحمل الناقلة قرابة 1.1 مليون برميل نفط. وتمكن الغواصون العاملون في شركة صافر، والتي تديرها الحكومة اليمنية، من السيطرة عليه لكن ذلك استغرق 28 ساعة عمل تراكمية تحت الماء خلال خمسة أيام، بحسب الأمم المتحدة. وأكدت الأمم المتحدة أن تلك الإصلاحات مؤقتة ولا يعرف الخبراء إلى متى يمكنها الصمود.
ويعقد مجلس الأمن الدولي صباح الثلاثاء اجتماعات حول اليمن يقدم فيها مبعوث الأمين العام لليمن، مارتن غريفيث، إحاطته أمام المجلس كما من المتوقع أن يقدم لوكوك إحاطته حول آخر المستجدات المتعلقة بالوضع الإنساني والناقلة.