أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين، أن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال الحصار الذي يؤثر على نحو نصف مليون شخص في سورية.
وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرهما من المساعدات الإنسانية الملحة تمنع من الدخول بشكل متكرر.
وتحولت سياسة الحصار خلال نحو خمس سنوات من النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه قوات النظام بشكل أساسي، وكذلك الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية، وإن بدرجة أقل.
ويعيش 486.700 شخص في سورية تحت الحصار، أكثر من نصفهم محاصرون من قوات النظام، من إجمالي 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" إليها، وفق ما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
وتحاصر قوات النظام بشكل رئيسي المناطق الموجودة في محيط دمشق، وأبرزها بلدة مضايا التي تأثرت أكثر من غيرها بحيث توفي 46 شخصا من الجوع منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي بحسب منظمة "أطباء بلا حدود".
كما تخضع للحصار بلدات الزبداني في ريف دمشق، ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية، التي تسيطر عليها فصائل معارضة. ويتهم النظام السوري باستخدام أسلوب الحصار لإرغام المقاتلين على التخلي عن أسلحتهم. في حين تفرض الفصائل المسلحة حصاراً على بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، أما مدينة دير الزور فيحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية.
ولم تتمكن الأمم المتحدة العام الماضي من إغاثة إلا نحو عشرة في المئة من المدنيين الذين "يصعب الوصول اليهم" وواحد في المئة فقط من السكان المحاصرين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا عدة مرات إلى إيجاد ممر آمن والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.