تعهّد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مساء أمس الإثنين، بمواصلة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي في سورية، رغم قرار واشنطن تعليق مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح مكتب دي ميستورا، في بيان من جنيف، أنّ "الأمم المتحدة ستواصل الدفع بقوة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع السوري، بغض النظر عن النتائج المخيبة جداً للآمال التي انتهت إليها المناقشات المكثفة والطويلة، بين الولايات المتحدة وروسيا".
وشدّد بيان المبعوث الدولي على أنّ فريق العمل الإنساني التابع للأمم المتحدة في سورية، "سيواصل عمله الشاق، من أجل المساعدة في إيصال المساعدات إلى المدنيين العزل في سورية من دون عوائق".
وأضاف البيان أنّ "الأمم المتحدة لن تسمح بأن يكون مصير الشعب السوري نزاعاً عنيفاً لا نهاية له".
يأتي ذلك، في وقتٍ يواصل فيه مجلس الأمن الدولي محادثات بدأها مساء الإثنين، بشأن مشروع قرار يدعو روسيا والولايات المتحدة إلى اتخاذ اللازم لضمان تحقيق هدنة فورية في مدينة حلب السورية، و"التنفيذ الفوري لوقف الاقتتال ووضع حد لكل الطلعات العسكرية فوق المدينة".
ويطلب مشروع القرار الذي اطلعت عليه "رويترز"، من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اقتراح خيارات لنظام مراقبة للهدنة تشرف عليه المنظمة الدولية ويهدّد "باتخاذ إجراءات أخرى" في حالة عدم امتثال "أي طرف في الصراع الداخلي السوري".
ويعرب مشروع القرار عن "الغضب تجاه مستوى العنف المتصاعد وغير المقبول وإزاء حملات القصف الجوي المكثف في الأيام القليلة الماضية في حلب".
كما يطالب "الحكومة السورية بإنهاء كل عمليات القصف الجوي، لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون أي معوقات".
والقرار الذي صاغته فرنسا وإسبانيا، ويبحثه أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، يمكن أن يجري التصويت عليه هذا الأسبوع، بحسب ما نقلت "فرانس برس" عن دبلوماسيين.
بدوره، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في مؤتمر صحافي مساء أمس الإثنين، من مقر المنظمة في نيويورك، إنّ موسكو شاركت في المناقشات بشأن مشروع القرار بالأمم المتحدة، لكن اتخاذ قرار "يستثني الطيران حيث سيسمح للإرهابيين على الأرض أن يفعلوا ما يريدون لن يكون جذاباً للغاية"، بحسب وصفه.
تشوركين، وهو رئيس مجلس الأمن لشهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أضاف "لست متأكداً حتى، من أنّ أعضاء كثيرين آخرين في مجلس الأمن يريدون قراراً بشأن وقف الأعمال القتالية لا توجد أمامه فرصة للتحقق".
في المقابل، أمل مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة ماثيو ريكروفت، أن يُعتمد مشروع القرار في الأيام المقبلة، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "حتى هذا لن ينهي الحرب. لن تنهي الحرب قطعة أخرى من الورق".
وقال المندوب البريطاني للصحافيين في نيويورك إنّ القرار "هو تغيير لطريقة التفكير والآراء ولتنفيذ كل الالتزامات القائمة. وإذا فعل كل من يجلسون حول طاولة مجلس الأمن ذلك، فسوف تنتهي الحرب في سورية سريعاً جداً".
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، إنّ أيّ دولة ستعارض القرار ستعتبر "متواطئة في جرائم حرب".
وأمل في حديث لقناة "تي في 5 موند"، مساء أمس الإثنين، الحصول على نتائج بشأن مشروع القرار هذا الأسبوع.