الأمل الوحيد!

21 فبراير 2015
فشل هرتسوغ في "إحداث تغيير" لدى الناخب الإسرائيلي(فرانس برس)
+ الخط -
لم تنجح كل الفضائح المالية لنتنياهو، لغاية الآن، في قلب الشارع الإسرائيلي عليه وضده، إذ أشارت استطلاعات متعددة ومتتالية إلى أن الرجل لا يزال "الأنسب" في نظر الإسرائيليين، لرئاسة الحكومة المقبلة. في المقابل، فشل يتسحاق هرتسوغ زعيم العمل سابقاً ورئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" حالياً، لغاية الآن، في "إحداث تغيير" جوهري لدى الناخب الإسرائيلي في كل ما يتعلق بصورة هرتسوغ "كيساري" أولاً، وقائد حازم يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الشرق الأوسط المائج، وجموح إيران وتهديدات حزب الله وحماس.

يبدو أن التحول الأخير، الذي بدأ الخميس مع القبول بإفادات مدير منزل نتنياهو، مني نفتالي، وتقرير مراقب الدولة، من شأنه أن يكون القشة الأخيرة التي يمكن "لمعارضي" نتنياهو في إسرائيل التعلق بها لإزاحة نتنياهو من منصبه. لكن الأمل ليس معقوداً على انتخاب أو تصويت الإسرائيليين انطلاقاً من اعتبارات الإدارة السلمية أو رفض "التبذير وحياة البذخ" التي يوحي بها تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي وشهادات العاملين في منزل نتنياهو، بقدر ما هو معقود على تحرك جدي وحقيقي من النيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، بالإيعاز بفتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو وزوجته.

بمقدور الإعلان عن فتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو، أن يؤدي إلى انهيار قوته في الشارع الإسرائيلي، في استطلاعات الرأي العام، لكن ذلك لا يضمن بالضرورة انتقال الأصوات من معسكر اليمين إلى مرشح معسكر الوسط واليسار، يتسحاق هرتسوغ، بل قد يعزز بشكل مفاجئ قوة حزب يئير لبيد، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى ردة فعل "عنيدة" من جمهور اليمين للتصويت لحزب الليكود، حتى لو كان مستقبل نتنياهو الشخصي غير مضمون، في حال تطور التحقيق إلى لائحة اتهام جنائية ضد نتنياهو تضطره عندها إلى تقديم استقالته. أما نتنياهو، فسيواصل في غضون ذلك ديماغوجيته الرخيصة والمجربة في حملاته السابقة، في الادعاء بأن كل ما يشاع هو نتاج مؤامرة يسارية وإعلامية ضد حكم الليكود، بدليل أن الجميع تغاضوا عن عشرات الملايين التي صرفها بيرس في ديوان رئاسة الدولة ولم يتوقف أحد منهم عند فضائحه المالية.
المساهمون