كشفت الأمطار والسيول التي ضربت أجزاء واسعة من مناطق شمال وغرب العراق في الأيام القليلة الماضية، وجود أكثر من 500 لغم وعبوة ناسفة محلية الصنع زرعها "داعش" في مناطق الأنبار وصلاح الدين ونينوى.
وظهرت الألغام والعبوات غير المنفجرة داخل مناطق زراعية وصحراوية وسكنية وعلى جوانب الطرق في تلك المناطق غالبيتها من النوع الخطر، وفقاً لمسؤولين عراقيين قالوا إن الأمطار أنقذت أرواح عشرات الأبرياء كانت تتربص تلك الأجسام المتفجرة بهم.
وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من 500 لغم وعبوة ناسفة جرفتها الأمطار والسيول أو كشفت عن أماكن دفنها في الأنبار وصلاح الدين ونينوى، سبق لتنظيم "داعش" أن زرعها ضمن جزء من الاستراتيجية التي يتبعها عند انسحابه من المدن والمناطق التي يسيطر عليها، لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات العراقية أو المدنيين.
ووفقا لتقارير عراقية سابقة فإن أكثر من 100 عراقي بينهم أطفال ونساء قتلوا منذ مطلع العام الجاري بسبب الألغام والمتفجرات المصنفة تحت عنوان "مخلفات داعش"، وأصيب عشرات آخرين بإعاقات دائمة نتيجة تلك المخلفات.
وقال مسؤول عسكري عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد" إن الوحدات الهندسية ولجان مكافحة المتفجرات استنفرت اليوم الاثنين جهودها في الأنبار ونينوى وصلاح الدين، ورصدت حتى الآن 500 جسم متفجر بين لغم وعبوة ناسفة محلية الصنع، في مناطق زراعية وصحراوية وجوانب طرق خارجية وداخلية وأحياء سكنية.
وأكد أن تلك المواد المتفجرة جرى تفكيكها، أو إزالتها لتفجيرها في حال تعذر تفكيكها، معتبراً أن الأمطار ساهمت في إنقاذ أرواح مئات العراقيين فعلياً، كانت تلك العبوات والألغام تتربص بهم.
وقال أحمد الخالدي عضو لجنة نزع الألغام في محافظة الأنبار، وهي إحدى اللجان الحكومية المدعومة من الأمم المتحدة في جهود نزع الألغام والمواد المتفجرة، لـ"العربي الجديد"، "هناك آمال بعودة تساقط الأمطار، ونأمل أن تكشف لنا عن مزيد من تلك الألغام والعبوات الناسفة".
وأضاف "هناك نوعان من تلك المتفجرات، الأولى تعتمد على الاهتزاز وهذه انفجرت خلال اليومين الماضيين بالعشرات، والقسم الآخر ينفجر عند الدوس عليه بالسيارة أو من المشاة وهو ما يتم تفكيكه الآن"، واصفا الأمطار بأنها "رحمة".
عضو مجلس محافظة نينوى، محمد الحمداني، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها الموصل وضواحيها يومي الجمعة والسبت الماضيين، تسببت باكتشاف نفقين تحت الأرض لـ"داعش"، وتفكيك 33 عبوة داخل الموصل، ونحو 70 أخرى في مناطق زراعية وريفية.
وأضاف "الأمطار تطهر الأرض، كنا بحاجة لها رغم تسببها بخسائر مادية وأضرار، لكن منافعها كانت واضحة، خصوصاً لجهة الكشف عن تلك المتفجرات التي تركها "داعش"، مثل اللعنة المزروعة بالأرض قبل هزيمته".