شهدت القاهرة وعدد من المحافظات المصرية صباح اليوم الخميس، أمطارا شديدة استمرت لنصف ساعة، وسط تحذيرات من هيئة الأرصاد الجوية باستمرار التساقطات خلال الساعات القادمة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية على الطرق بسبب الضباب الكثيف.
وحوّلت الأمطار البلاد إلى بِرك من المياه عجزت سيارات شفط المياه عن القيام بدورها وتجفيفها، وقام عدد من الأهالي خاصة بالمناطق العشوائية بأحياء القاهرة بكسح المياه بالوسائل البدائية التي لديهم، بعد دخول المياه إلى شققهم بالأدوار الأرضية، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وكان المنظر العام في القاهرة هو تسارُع المواطنين للاحتماء بالمظلات بعد تحوّل الشوارع إلى سيول خلال دقائق محدودة.
وتكاثرت السحب المنخفضة والمتوسطة على أغلب الأنحاء، صاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة وسيناء بصورة غزيرة ورعدية، وكالعادة فشلت الأجهزة التنفيذية بالمحافظات في مواجهة موسم الأمطار الغزيرة، وفضحت الأمطار التصريحات الوردية للمسؤولين عن استعدادهم لرفع مياه الأمطار من الشوارع الرئيسية والأزقّة الفرعية فور سقوطها.
وغمرت مياه الأمطار ميداني رمسيس والتحرير وعددا من الشوارع الرئيسية مثل صلاح سالم والأتوستراد وطريق الكورنيش، وشارع السودان ومحور 26 يوليو، وظهرت بِرك من الطين مما أعاق حركة سير السيارات، وتساءل المواطنون عن جدية تصريحات المسؤولين واستعداداتهم الجيدة لموسم الأمطار، مطالبين بضرورة توفير شبكة لتصريف المياه للقضاء على الأمطار في أسرع وقت ممكن، كما تسببت مياه الأمطار بمطالع الكباري في أزمة كبيرة بعد تحولها إلى برك من المياه، خاصة كباري القاهرة الكبرى، مما تسبب في شلل مروري بعد تجمُّع مياه الأمطار على جانبي الطريق بالعديد من المناطق.
ومنعت الأمطار الشديدة وسرعة الرياح كذلك، عمال المقاولات العقارية من القيام بعملهم، وقام عدد من المسؤولين بتلك الشركات بمنع العمال والمهندسين من العمل في الطوابق العالية أو على السقالات خوفاً على حياتهم.
وفى محافظة القليوبية تراكمت المياه بغزارة على جانبي الطريق، واضطر المواطنون للسير ببرك المياه للوصول إلى أعمالهم بعدما فوجئوا بالأمطار في الشوارع، كما سببت الأمطار إزعاجا لعدد من سكان المحافظة. وطالب الأهالي المسؤولين بالمحافظة بتوفير سيارات لشفط المياه من الشوارع الجانبية للحد من برك الطين وتجمعات المياه، وتحولت المياه في محافظة الجيزة إلى أشد خطورة خاصة في الحواري والأزقة الجانبية.
وفي محافظة الإسكندرية تسببت الأمطار في تراكمات للمياه بعدد من المناطق، وعانت شبكة الصرف الصحي من عدم القدرة على سحب المياه من الشوارع، خاصة في مناطق العجمي والإبراهيمية والدخيلة والسيوف، وتحولت الشوارع إلى برك من الوحل والطين، وكثّفت شركات الصرف الصحي ومياه الشرب من أعمال النظافة بالأحياء لكسح وشفط مياه الأمطار من الشوارع والميادين وأسفل الكباري والأنفاق بمختلف أنحاء المدينة الساحلية.
وقررت سلطات ميناء الإسكندرية، إغلاق مينائي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة البحرية، بما لا يسمح بحركة السفن والقاطرات البحرية، وفي شمال سيناء تسببت الأمطار في قطع التيار الكهربي عن عدد من الأحياء والقرى، وتعليق الحركة التجارية في الأسواق نتيجة شدة الأمطار، وشدة هبوب الرياح وإغلاق بعض الطرق لحين تحسن الأحوال الجوية.
وفي دمياط تأثرت حركة الصيد وتم إغلاق بوغاز عزبة البرج، ورفعت المحافظة درجة الاستعداد القصوى لعدم استقرار الأحوال الجوية، وتكليف جميع رؤساء المراكز والمدن والقرى بالتواجد الميداني المستمر على مدار اليوم، وتشكيل فريق عمل للتدخل السريع تحسبا لتداعيات سوء الأحوال الجوية، ومراجعة جميع الاستعدادات لمواجهة أي ظرف طارئ، والتأكد من تطهير جميع مخرات السيول.
كما تسبب سقوط الأمطار في ارتباك بحركة سير القطارات، مما أدى إلى عدم انتظام الحركة بالمحافظات، خاصة القاهرة التي تعد الأهم في حركة سير القطارات ما بين الوجه البحري والقبلي. وشهد شباك حجز السكك الحديد برمسيس حركة طفيفة من جانب المواطنين، بسبب إلغاء السفر من قبل بعض الركاب، كما أدت الأمطار إلى تعطل بعض الإشارات الكهربائية "السيمافورات" التي تعد ضرورة في حركة وتوقف القطارات، خوفاً من حوادث التصادم بين القطارات.
كما شهدت حركة مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى اليوم ارتباكا في حركة المترو، مما أدى إلى حالة من التكدس سواء على المحطات، أو بداخل عربات المترو، وتعطلت بعض دوائر التيار الكهربائي بالمحطات المكشوفة خاصة على الخط الأول "حلوان – المرج" نتيجة وجود اهتزاز بالشبكة الكهربائية و"شرز كهربائي"، الأمر الذي أصاب ركاب المترو بحالة من الذعر، فيما كشف مصدر مسؤول بمرفق المترو أن الشبكة الكهربائية للمترو متهالكة وتحتاج إلى تغيير كامل بكافة المحطات، موضحاً أن المحطات العلوية تعد كارثة كبرى، من الممكن أن تؤدي إلى صعق الركاب حال عدم الإحلال والتجديد بها.
وأمام حالة التكدس في محطات مترو الأنفاق، لجأ الأهالي إلى وسائل نقل أخرى سواء سيارات الأجرة من الميكروباص أو التاكسي، التي قام أصحابها برفع تسعيرة الركوب مستغلين الأمطار وحاجة الأهالي للوصول إلى مصالحهم، فيما لجأ الفقراء والبسطاء إلى أتوبيسات هيئة النقل العام، كما استغل سائقو التوك توك تلك الأزمة بالوقوف أمام محطات المترو ورفع أسعار توصيلة الركوب.