الأمازيغيون يحتفلون اليوم بالعام 2965

13 يناير 2015
ينّاير يعايد العالم بلغته قائلاً: "آسقاس آمقاس".
+ الخط -

في حين احتفل العالم بالعام 2015 ، فإن الأمازيغ سيحتفلون بالعام 2965 في رزنامتهم التي يحل فيها رأس السنة الجديدة في الثالث عشر من شهر يناير/كانون الثاني من كلّ عام.

تعود قصة هذا الاحتفال إلى ما قبل ميلاد المسيح بحوالي 950 سنة. وهو التاريخ الذي يرمز إلى انتصار الملك الأمازيغي شيشنق في مصر، وتنصيبه فرعوناً عليها. إذ أسس هذا الملك الأسرة الثانية والعشرين للحكم الفرعوني وعمل على توحيد مصر. ثم انطلق بعد ذلك نحو بلاد الشام، فخاض سلسلة فتوحات حصد بها انتصارات باهرةً في فلسطين.

ويُعدُّ شيشنق رمزاً من رموز هويتهم، لذلك اعتُمد هذا التاريخ كبداية للتقويم المحلي، وسُمّي هذا العيد "ينّاير" (شدّة فوق النون)، والكلمة مشتقة من "يانوريوس" أو "جانوريوس"، اسم روماني يعني إله الأبواب والفتوحات والخيارات، وهو أيضاً مصدر تسمية الشهر الأول من السنة في اللغات اللاتينية.

أهم ما يميز هذا اليوم، هو توزيع كميات كبيرة من الحلوى، فتُخلط أنواع مختلفة منها مع المكسرات والتمر الجاف في كيس، وتُقسّم بين الأطفال وأهل البيت. كما تُعلّق الزينة ويُحضّر عشاء يليق بالمناسبة في المنازل، يكون عادةً من الأطباق التقليدية ولحوم الغنم أو الدجاج، منها البركوكس والكسكسي والرشتة، إضافةً إلى الحلويات مثل "السفنج".

وقد يقبل بعضهم على ذبح أضحية وإطعام الجيران والفقراء منها. وتوضع ملاعق إضافية للبنات المتزوجات الغائبات عن منزل والدهن دلالةً على وجودهن في رعاية الأب. كما أنّ
ينّاير مناسبةٌ لحلق شعر الذكور المولودين حديثاً، إذ يشتري الأب رأس ذبيحة ويُقيم حفلاً كبيراً، أملاً في أن يحصل الطفل على مرتبة اجتماعية عالية في المستقبل.

لم تستطع آلاف السنوات محو هذه الطقوس من ذاكرة الأجيال، وما زالت موجودةً في الجزائر والمغرب، ففي الجزائر يُعدُّ ينّاير عيداً وطنياً يشارك فيه العرب والأمازيغ، ويعايد العالم بلغته قائلاً: "آسقاس آمقاس".

المساهمون