انطلقت رسميا الحملة الدعائية الخاصة باستفتاء إقليم كردستان العراق برعاية حكومة الإقليم، صباح الثلاثاء، رغم الرفض الدولي والمحلي العراقي لخطوة زعيم الإقليم الانفصالية.
وبدأت وزارات الإقليم ودوائره الرسمية والأحزاب الكردية بتعليق اللافتات التي تحث المواطنين الأكراد على المشاركة في الاستفتاء الخاص بالانفصال، فيما شهدت قلعة أربيل الأثرية احتفالات وخطبا تحريضية على الانفصال.
وقال عضو المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، محمد أمين، لـ"العربي الجديد"، إن الحملة تستمر حتى 22 من الشهر الجاري في عموم مدن الإقليم. مبينا أن "الهدف هو حث المواطنين على المشاركة والذهاب إلى مراكز الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم".
من جانبه قال مراسل "العربي الجديد" في الإقليم، إن المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد وحزب التغيير كانت أقل تفاعلا مع الحملة، وهي السليمانية وحلبجة، بينما بدت أربيل وأجزاء من دهوك وكركوك متفاعلة معها.
فيما أكد المتحدث باسم مفوضية الانتخابات التي أسستها حكومة الإقليم مؤخرا، شروان زرارة، أن الاستفتاء سيشمل جميع المناطق الخاضعة تحت سيطرة البشمركة بما فيها مدن نينوى وكركوك وديالى. وبين في مؤتمر صحافي "أن ذلك يعني المناطق المتنازع عليها بالتأكيد، الخاضعة تحت سيطرة البشمركة".
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في إقليم كردستان، أمس الاثنين، أن 5 ملايين ونصف المليون شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في استفتاء الانفصال المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اعتبر الثلاثاء الماضي، أن قرار مجلس محافظة كركوك المشاركة في استفتاء الإقليم أمر "خاطئ". فيما عارضت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي فضلا عن تركيا وإيران إجراء الاستفتاء، واعتبروه غير صحيح، في الوقت الذي يصر زعيم الإقليم، مسعود البارزاني، على إجرائه ويعتبر أن الوقت الحالي هو المناسب للانفصال عن العراق، واصفا أن علاقة الأكراد مع العراق يجب أن تكون علاقة جيران.
في هذه الأثناء، قالت مصادر محلية في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، إن أفراد البشمركة والأمن الكردي (الأسايش) قاموا بدخول المناطق العربية الموجودة تحت سيطرتهم ووزعوا استمارات على مختاري الأحياء السكنية وزعماء القبائل، تحوي على طلب ضمهم للاستفاء، وأجبروهم على توقيعها وذكر أسمائهم، مبينة أن الجميع وافق على التوقيع خوفا من الاعتقال.
ولفتت المصادر إلى أن مناطق المسيحيين العرب في سهل نينوى ومناطق في طوزخورماتو ومندلي وخانقين في صلاح الدين وديالى، شهدت منذ صباح اليوم تواجدا مكثفا للبشمركة الكردية، وتزييف تقارير عن مطالبة السكان في هذه المناطق بشمولهم بالاستفتاء والانضمام لكردستان.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ورقة الاستفتاء المقرر توزيعها على المواطنين داخل مراكز الاقتراع في الإقليم، وتحمل معلومات المواطن كالاسم ورقم البطاقة الشخصية وعنوان السكن ورقم الهاتف فضلا عن القومية، وتم إدراج القوميات الكردية والتركمانية والسريانية والعربية، فيما حوت الخانات أسفل الاستمارة على سؤال: هل توافق على الاستقلال؟