لكثرة الخائبين يكاد المنتصر أن يكون واحداً. هو فريق سياسي لم يعد مُوحّداً، لكنه لا يزال مرتبطا بالكثير من المفاصل السياسية التي تُبقي على مرونته في قتل الخصوم بالمعنى السياسي. إنه "حزب الله" ومن حوله من فرق سياسية تحجّ إلى سورية الأسد وإلى إيران، مقابل نكبة فريق سياسي يحجّ إلى السعودية ومن خلفها الإمارات.
ولكل طائفي في هذا البلد أن يغرق في مرارة خسارة جزء كبير من تمثيله البرلماني الذي بُني على شيطنة الخصوم ضمن الطائفة، وعلى التحريض الطائفي ضد الآخرين. أما شباب المجتمع المدني - على قلة حيلتهم وقلة خبرتهم - فلهم كل الحق في النظر إلى عام 2022 بتفاؤل، لأن النتائج أثبتت أن كل صوت بات مُهماً ومؤثراً في أي انتخابات ستجرى وفق النظام النسبي. وأن الأكثرية الصامتة التي بُحّت من كثرة المطالب الإنمائية، ستتمكن من إطلاق صوتها مجدداً لأصحاب البرامج الانتخابية، بعد أن جرّبت أصحاب المشاريع الطائفية التحريضية. قد يكون معظم الصامتين أدرك قوة صوته مُتأخراً هذه المرة، لكن عدم تحسن الأوضاع المعيشية في لبنان سيكون دافعاً قوياً إلى التصويت للتغيير عام 2022. أي تغيير كان! فأي فرصة أكثر يريد أصحاب الخبرات من المجتمع المدني؟ وإن كان من إثبات على أن كل سياسي ماهر وجد فرصة في تحقيق مكسب انتخابي من خلال القانون الجديد الذي جرت الانتخابات على أساسه، فهؤلاء هم "حزب القوات اللبنانية". الاستثناء الوحيد في قائمة خيبات حلفاء السعودية في لبنان.