الأعياد تحرك سوق الإعلانات

24 ديسمبر 2014
موسم الأعياد ينعش قطاع الإعلان (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
في كل عام يزدهر قطاع الإعلانات في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، إذ تنشط حركة السوق بين الشركات الدعائيّة وزبائنها والمستهلكين. تبدأ هذه الحركة في أول ديسمبر / كانون الأول وتنتهي في أول يناير / كانون الثاني. حيث تزداد القيمة الشرائيّة لدى المستهلك في هذا الشهر من العام. وعليه ينشط قطاع الإعلانات الذي يقوم بدوره في زيادة هامش الربح عند الشركات المعلنة. 

ارتفاع الاعلانات
يشير المخرج الإبداعي في شركة "ساتشي/ Saatchi" العالمية شادي قدّوم إلى ارتفاع نشاط الاعلانات في موسم الاعياد، خصوصاً إعلانات الأدوات الكهربائيّة والمجوهرات والسياحة والطعام والمشروبات الروحيّة. وإذا استثنينا السياحة والمشروبات الروحيّة، يمكن القول أن موسم عيد الميلاد يشبه موسم شهر رمضان على صعيد ازدهار الإنفاق في الشركات التجارية الراغبة في تسويق منتجاتها.
ويقول لـ"العربي الجديد": تصرف الشركات الراغبة في الإعلان في هذه الفترة حوالي 300 ألف دولار أميركي، لفيديو دعائي مصور للتلفزيون، وبمعادلة بسيطة، إذا افترضنا أن شركة الإعلانات تملك 8 زبائن سنوياً، فإنه يمكن القول أن معدل الربح السنويّ لشركة الإعلانات يوازي مليوني دولار أميركي.
ويضيف قدّوم: "في موسم الأعياد يزدهر بيع الأشياء التي تصنف كماليات. مثلاً لا نشاهد في هذه الفترة إعلانات لحفاضات الأولاد، أو للسيارات أو المنتجات الطبية، فيما ترتفع الدعايات الخاصة بالمتاجر الاستهلاكية، ومحلات الإلكترونيات والمطاعم وشركات السياحة، مما يعني زيادة إقبال المستهلك على الكماليات، بدلاً من الأولويات التي يحتاج إليها". وبحسب قدوم فإن كلفة الأفلام المصورة تتراوح بين 60 ألف دولار و70 ألف دولار أميركي، و50 ألف دولار أميركي للتسويق الإلكتروني و100 ألف دولار أميركي للإعلانات المطبوعة على الطرقات، و50 ألف دولار أميركي للمنشورات. أي أن كلفة الحملة الإعلانية الكاملة تتراوح بين 200 ألف و 300 ألف دولار أميركي للزبون الواحد.
ويلفت قدوم إلى أن الإعلانات في هذه المواسم على الانترنت لا تختلف كثيراً عن باقي الفترات الزمنية، إلا أنه تزداد قيمة الصرف على الإعلانات الرقمية في عدة مواقع أهمّها غوغل، فيسبوك، وتويتر. ويكمن التحدي الأكبر في الإعلانات الرقمية في صعوبة برمجة تواريخ الإعلان، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يطلب في اليوم نفسه حملة دعائية، ويتوجب على الفريق الإعلاني تلبية الطلب، حيث يقوم بالتواصل مع عدد مستهلكين معينين. والرقم الذي ممكن أن يتغير هنا، هو شراء المساحة الإعلانية أو الدعائية على التلفاز ما يعرف بـ Media Buying. بالتالي يمكن القول إن حالة الربح في الإعلانات الرقمية تبقى مستقرة ضمن مستوى مالي معين، يمكن أن يتغير مع تطور عدد الزبائن لدى شركات المنتجة للدعاية أو للمنتج الذي يراد به تسويق اسم الشركة، أو المنتج.
يتجلى الفارق الوحيد بين الإعلانات العادية والأونلاين في هذه المواسم، وفق قدوم، في سرعة الوصول إلى المستهلك. في التسويق الإلكتروني التفاعل أقوى ويمكن تحديده عبر محركات البحث الخاصة بالمواقع التي تتيح خدمة الإعلان مثل فيسبوك وتويتر وغوغل، إذ يمكن للمستخدم الذي يريد الترويج لمنتج معيّن أن يحدّد الدول التي تستطيع أن تشاهد الإعلان والفئة العمرية وغيرها.
تختلف المواد والألوان المستخدمة في الحملات الدعائية والإعلانية، ويقول مطور الأعمال في شركة "بورن انترآكنيف/ Born Interactive"، ربيع خليفة لـ"العربي الجديد": إن أغلب الألوان المستعملة في دعايات موسم الميلاد - رأس السنة هي الألوان الذهبية، والفضية بالإضافة إلى الأحمر والأخضر. إذ تدخل هذه الألوان في صورة الإعلان من خلال خلفيات مسطحة مثلاً إذا كانت الدعاية من نوع المطبوعات، حتى في الإعلانات المتلفزة يمكن إدخال هذه الخلفيات، بالإضافة إلى أن شركات الأكل والسياحة والمجوهرات التي تعيد طرح منتجاتها بأغلفة وبصور تحاكي موسم الأعياد من خلال هذه الألوان. ووفق خلفية، تغير معاني هذه الالوان مع المواسم، إذ إن اللون الأحمر الذي يدل على عيد الميلاد والحب في هذا الموسم، يمكن أن يتحول دوره في موسم آخر إلى محفز لشراء المأكولات، كذلك الأمر بالنسبة الى اللون الأخضر الذي يستخدم في الدعايات الخاصة بالصحة والجمال، إلا أنه في موسم الأعياد يستعمل في دعايات المجوهرات وحتى في ألوان الأحجار الكريمة.