دائماً ما تُردّد على مسامع الآخرين أن زوجها يساعدها في الأعمال المنزلية، مرفقة عبارتها هذه بكلمة "حرام". كأنّها تشفقُ عليه، وإن كانت تشفق على نفسها أيضاً. عادة لا يتذمّر. قبل نحو عام، غادرت العاملة الأجنبية التي عملت في بيتهما مدة عامين إلى بلدها. وقد رفض كلاهما الاستعانة بأخرى. كانا على يقين أنه بإمكانهما أداء المهام المنزلية، على الرغم من أنهما يعملان.
مرّ عام وما زالا على موقفهما. حين تُسأل، تعيد العبارة ذاتها مع كلمة "حرام". وفي أوقات الدردشة مع نساء أخريات، يطرحن أسئلة كثيرة. مثلاً، لماذا لم يفكّر زوجي يوماً في إعداد الطعام؟ لا تتعلق المشكلة بالطبخ بحد ذاته، بل بتلك المهمّة التي تلصق بالمرأة تلقائياً. عليها أن تفكر يومياً في إعداد طبق جديد. بعض الرجال يتذمرون إذا ما تناولوا الطعام ذاته ليومين متتاليين. وإذا ما سألت المرأة زوجها عن طبق يفضّله، يتذمّر. في أحيان أخرى، يذكرها بوالدته التي اعتادت طرح هذا السؤال على أولادها مساء كل يوم. تعيد الأم طرح السؤال وإن كان نادراً ما تحصل على جواب. هذه الزوجة صارت تفهم الأم، التي لا بد أن تسمع شكاوى من أفراد العائلة.
تقول رنا إن "الزوج صار يشارك أكثر هذه الأيام في الأعمال المنزلية، إلا أنه يبقى مساعداً وليس مبادراً". يومياً، يسألها ماذا يتوجب عليه أن يفعل. وتحرص على عدم إكثار المهام حتى لا يملّ. وبمجرّد أن ينهي المهام التي حددتها له، يعد شراباً ساخناً بانتظار بدء موعد نشرة الأخبار. يطلب منها طوال الوقت أن ترتاح. هي أيضاً تريد أن ترتاح. لكن ماذا يأكلون غداً؟ لا تبالغ في تنظيف البيت. لا وقت لديها أصلاً لكن يبقى هناك أمور أساسية.
برأيها، يرتبط الأمر بمنظومة تربوية. أحياناً، وعلى سبيل المزاح، تسأل زوجها إن كان يساعد والدته. في البداية، كانت تستغرب كيف يدافع عن نفسه. يقول إنه اعتاد ترتيب سريره يومياً. هل كنت تغسل صحنك بعد الانتهاء من تناول الطعام؟ لا يجيب. كان يفعل شيئاً آخر. لطالما رفض أن يكوي أحد ثيابه. بالنسبة لها، "هذا ليس مشاركة بل مزاجا شخصيا".
وفي حديثٍ قد يصنّفه الرجال ضمن الأحاديث النسوية، تُخبر لمى صديقتها إن يوماً واحداً قضته في السرير بسبب المرض كان كافياً لأن تعمّ الفوضى في البيت، على الرغم من "مساهمات" زوجها. في ذلك اليوم، سخّن الطعام لطفليه، وأحضر لهما الفاكهة والشطائر للعشاء، ثم ساعدهما على الاستحمام. تعرف أن هذه التفاصيل ليست ثانوية، إلا أنها تفعل ذلك يومياً بالإضافة إلى مهام أخرى. لم تولد وفي فمها موهبة في الأعمال المنزلية. لم يفكر في ترتيب البيت مثلاً، أو وضع الثياب المتسخة في الغسالة، أو تنظيف المرحاض.
في اليوم التالي، رأت مناديل ورقية على الأرائك، وألعابا موزعة بين غرفة النوم وصالة الجلوس. تشعر أن هناك دائماً اتكالا على المرأة. لن تبقى مريضة إلى الأبد. وفي هذه المهام، يفضل أن يبقى الشخص المساعد. في وقت لاحق، تنوي الاستعانة بعاملة أجنبية، لأنها تعبت من العمل دوامين يومياً.
وكما يحدث كثيراً، لا يوافق الرجل على هذا التصنيف. يقول أمين إنه يساعد زوجته في أعمال المنزل. تساعد إذاً. يرى أنه لا فائدة من الخوض في المصطلحات، طالما أن الأعمال تنجز في نهاية المطاف، وبتعاون الطرفين. وعندما يُسأل أكثر، يقول إنه يقل طفله يومياً إلى المدرسة. أليس ازدحام السير مهمة منهكة من الناحية النفسية؟
من جهته، يشير رجل آخر إلى أن "المرأة تبالغ عادة في الأعمال المنزلية. ولا يهنأ لها بال إذا ما لاحظت وجود غبار على طاولة أو غيرها من أثاث المنزل". ويلفت إلى أن هذه إحدى مشاكله مع زوجته. صحيح أن لديها اهتماماتها الخاصة، إلا أنها تضيع وقتاً كثيراً في الاهتمام بشؤون المنزل. "لن يحدث أي ضرر إذا ما تخلت عن ترتيب المنزل يوماً واحداً. لن تأكلنا الديدان مثلاَ". في المقابل، ترى الزوجة أنها لا تبالغ على الإطلاق. تضيف أن الإهمال سيؤدي إلى التراكم. حينها، سينتقد زوجها حال البيت.
تصرّ بعض النساء على أن إشراك الأم ابنتها في الاهتمام بشؤون المنزل، هو ما يجعلها على دراية بها، ويجعل المرأة ترث هذه المهام من جيل إلى آخر. أما الرجل الأكثر تمدناً، فيكون مساعداً وليس شريكاً. حين تكون المرأة في المنزل، يعجز أن يكون قائداً. أما إذا عاش لوحده، فقد يصبح قادراً على التفكير بالتفاصيل عينها التي تكترث لها والدته، ولاحقاً زوجته.
ويبقى هناك من يقول إن الأعمال المنزلية لا تحتاج إلى شهادة دكتوراه. مع ذلك، لا يفعلها.
اقرأ أيضاً: نساء ضد حقوقهن
مرّ عام وما زالا على موقفهما. حين تُسأل، تعيد العبارة ذاتها مع كلمة "حرام". وفي أوقات الدردشة مع نساء أخريات، يطرحن أسئلة كثيرة. مثلاً، لماذا لم يفكّر زوجي يوماً في إعداد الطعام؟ لا تتعلق المشكلة بالطبخ بحد ذاته، بل بتلك المهمّة التي تلصق بالمرأة تلقائياً. عليها أن تفكر يومياً في إعداد طبق جديد. بعض الرجال يتذمرون إذا ما تناولوا الطعام ذاته ليومين متتاليين. وإذا ما سألت المرأة زوجها عن طبق يفضّله، يتذمّر. في أحيان أخرى، يذكرها بوالدته التي اعتادت طرح هذا السؤال على أولادها مساء كل يوم. تعيد الأم طرح السؤال وإن كان نادراً ما تحصل على جواب. هذه الزوجة صارت تفهم الأم، التي لا بد أن تسمع شكاوى من أفراد العائلة.
تقول رنا إن "الزوج صار يشارك أكثر هذه الأيام في الأعمال المنزلية، إلا أنه يبقى مساعداً وليس مبادراً". يومياً، يسألها ماذا يتوجب عليه أن يفعل. وتحرص على عدم إكثار المهام حتى لا يملّ. وبمجرّد أن ينهي المهام التي حددتها له، يعد شراباً ساخناً بانتظار بدء موعد نشرة الأخبار. يطلب منها طوال الوقت أن ترتاح. هي أيضاً تريد أن ترتاح. لكن ماذا يأكلون غداً؟ لا تبالغ في تنظيف البيت. لا وقت لديها أصلاً لكن يبقى هناك أمور أساسية.
برأيها، يرتبط الأمر بمنظومة تربوية. أحياناً، وعلى سبيل المزاح، تسأل زوجها إن كان يساعد والدته. في البداية، كانت تستغرب كيف يدافع عن نفسه. يقول إنه اعتاد ترتيب سريره يومياً. هل كنت تغسل صحنك بعد الانتهاء من تناول الطعام؟ لا يجيب. كان يفعل شيئاً آخر. لطالما رفض أن يكوي أحد ثيابه. بالنسبة لها، "هذا ليس مشاركة بل مزاجا شخصيا".
وفي حديثٍ قد يصنّفه الرجال ضمن الأحاديث النسوية، تُخبر لمى صديقتها إن يوماً واحداً قضته في السرير بسبب المرض كان كافياً لأن تعمّ الفوضى في البيت، على الرغم من "مساهمات" زوجها. في ذلك اليوم، سخّن الطعام لطفليه، وأحضر لهما الفاكهة والشطائر للعشاء، ثم ساعدهما على الاستحمام. تعرف أن هذه التفاصيل ليست ثانوية، إلا أنها تفعل ذلك يومياً بالإضافة إلى مهام أخرى. لم تولد وفي فمها موهبة في الأعمال المنزلية. لم يفكر في ترتيب البيت مثلاً، أو وضع الثياب المتسخة في الغسالة، أو تنظيف المرحاض.
في اليوم التالي، رأت مناديل ورقية على الأرائك، وألعابا موزعة بين غرفة النوم وصالة الجلوس. تشعر أن هناك دائماً اتكالا على المرأة. لن تبقى مريضة إلى الأبد. وفي هذه المهام، يفضل أن يبقى الشخص المساعد. في وقت لاحق، تنوي الاستعانة بعاملة أجنبية، لأنها تعبت من العمل دوامين يومياً.
وكما يحدث كثيراً، لا يوافق الرجل على هذا التصنيف. يقول أمين إنه يساعد زوجته في أعمال المنزل. تساعد إذاً. يرى أنه لا فائدة من الخوض في المصطلحات، طالما أن الأعمال تنجز في نهاية المطاف، وبتعاون الطرفين. وعندما يُسأل أكثر، يقول إنه يقل طفله يومياً إلى المدرسة. أليس ازدحام السير مهمة منهكة من الناحية النفسية؟
من جهته، يشير رجل آخر إلى أن "المرأة تبالغ عادة في الأعمال المنزلية. ولا يهنأ لها بال إذا ما لاحظت وجود غبار على طاولة أو غيرها من أثاث المنزل". ويلفت إلى أن هذه إحدى مشاكله مع زوجته. صحيح أن لديها اهتماماتها الخاصة، إلا أنها تضيع وقتاً كثيراً في الاهتمام بشؤون المنزل. "لن يحدث أي ضرر إذا ما تخلت عن ترتيب المنزل يوماً واحداً. لن تأكلنا الديدان مثلاَ". في المقابل، ترى الزوجة أنها لا تبالغ على الإطلاق. تضيف أن الإهمال سيؤدي إلى التراكم. حينها، سينتقد زوجها حال البيت.
تصرّ بعض النساء على أن إشراك الأم ابنتها في الاهتمام بشؤون المنزل، هو ما يجعلها على دراية بها، ويجعل المرأة ترث هذه المهام من جيل إلى آخر. أما الرجل الأكثر تمدناً، فيكون مساعداً وليس شريكاً. حين تكون المرأة في المنزل، يعجز أن يكون قائداً. أما إذا عاش لوحده، فقد يصبح قادراً على التفكير بالتفاصيل عينها التي تكترث لها والدته، ولاحقاً زوجته.
ويبقى هناك من يقول إن الأعمال المنزلية لا تحتاج إلى شهادة دكتوراه. مع ذلك، لا يفعلها.
اقرأ أيضاً: نساء ضد حقوقهن