الأعمال المدبلجة للحدّ من طمع المنتجين العرب

27 مايو 2015
المسلسل الهندي "من النظرة الثانية" يحقق حضوراً هذه الأيام
+ الخط -


الفكرة التي طبقتها مجموعة "إم بي سي" في العام 2010، بدبلجة الأعمال التركية للغة العربية لبثها على شبكة قنواتها، كان هدفها الرئيس التصدي للإرتفاع الشرس لتكلفة الانتاج الدرامي للاعمال العربية، حيث صار المنتج يطالب أصحاب القنوات الفضائية بأرقام فلكية نظير بيع أعماله لعرضها في موسم الذروة الدرامي السنوي في شهر رمضان.

وتبنى الفكرة آنذاك الشيخ وليد الأبراهيم ، فحققت رواجاً كبيراً عبر مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" فنال أبطال هذه الأعمال شهرة عربية واسعة، لم يكونوا يحلمون بها، رغم أنهم ظهروا بصورهم وبأصوات ممثلين سوريين أوصلوا هؤلاء الفنانيين لقلوب المشاهدين، بسرعة البرق.

هذه الخطوة ساهمت بشكل كبير في إيقاف الإرتفاع الجنوني لتكلفة الأعمال الدرامية العربية، ومنها وُضع حد للإرتفاع المتتالي الجنوني لطلبات الممثلين الجنونية، فجاءت الفكرة كتحذير مبطن لشركات الانتاج، بأن شراء حقوق دبلجة مجموعة كبيرة من المسلسلات التركية، وسط النهم الجنوني من المشاهدين، سيوقف عرض الأعمال العربية ذات التكلفة العالية، أو على الأقل، يحد منها.

هذه التجربة التي حققت نجاحا مدويا، لأعطت ضوءاً مريحا لذات المجموعة التلفزيونية بأن تكررها مجدداً، إنما مع مجموعة من الأفلام العالمية الكبيرة، فإشترت حقوق عرضها ودبلجتها للعربية، محققة تفرداً جديداً مع المشاهدين من جهة، ومع أصحاب شركات الإنتاج والممثلين أًصحاب الأجور المرتفعة، حيث فرضت الأعمال المدبلجة سوقاً حقيقياً لها في الوطن العربي بفضل إهتمام الجمهور لنوع جديد عليه من الدراما التي قُدمت له بصورة لم يألفها سابقاً.

النتيجة التي خلصت لها مجموعة "إم بي سي"، إن إكتشاف سوق جديد للمشاهدين العرب، سيزيد من مدى إنتشارها عربياً من جهة، وسيحد من أطماع منتجي الدراما العربية ومن معهم من كبار الفنانين الذين لا يتوقفوا عن المطالبة بالزيادة في الأجور سنوياً، لكن هذا الإكتشاف جلب معه فوائد جمّة للمنتجين العرب، عبر الإستفادة من طرق تصوير الأعمال المدبلجة والتنويع في محاور القصص المنتقاه، فضلا عن إستخدام عناصر الإبهار الدرامي من صورة وصوت و"لوكيشن" ومعالجة في سياق الأحداث، حيث إستفادت الدراما المصرية على وجه الخصوص من تلك العوامل، وتبعتها الدراما الخليجية التي بات لها حضوراً عربياً كبيراً.

السوق الجديدة التي لجأت إليها مجموعة "إم بي سي" مؤخراً، تمثلت بالدراما الهندية التي أنشئت لها قناة متخصصة بها، جذبت معها محبي هذا النوع من الدراما إلى قناتهم الخاصة، التي تقدم لهم الأعمال المدبلجة برؤية مشوقة معتمدة أيضاً على فنانين عرب، إمتهنوا دبلجة الأصوات على ما يبدو ليعوضوا غيابهم الفعلي عن الشاشة نتيجة الأحداث المآساوية التي تعيشها البدان العربية.

إقرأ أيضا:
الدراما العربية تعاني من عَوَارِض "حريم السلطان"

دلالات
المساهمون