الأطفال ينعشون مبيعات الملابس في المغرب

15 يوليو 2015
الأطفال يساهمون في رواج سوق الملابس قبل العيد(العربي الجديد)
+ الخط -

في ردّه على سؤال لـ"العربي الجديد" عن حال التجارة في رمضان، قال خالد علالي، الأربعيني، الذي يدير محلاً تجارياً بـ"موروكو مول"، أحد أكبر الأسواق في الدار البيضاء، "أتصور أن جميع أصحاب المحلات سعداء في العشرة أيام الأخيرة من رمضان. فلم نشهد مثل هذا الرواج التجاري منذ بداية هذا العام".

وحسب علالي، فقد عانى التجار الذين يمثلون ماركات عالمية في هذا المول من تراجع نشاطهم بشكل كبير منذ بداية العام الجاري، وكان الجميع يعول على شهر رمضان، الذي تضطر فيه الأسر لشراء كسوة العيد لأطفالهم. واعتبر أن الفضل في إنعاش الملابس، يعود للأطفال.

غير أن علالي يرى أنه إذا كانت ظروف العيد أدت إلى بث الروح في تجارة الملابس والأحذية في الفترة الأخيرة، إلا أنه يجب عدم إنكار أن الأيام الأخيرة شهدت انطلاق موسم التنزيلات، الذي تعول عليه المحلات التجارية من أجل تصريف المنتجات التي توفرت لديها، والذي ساهم بشكل كبير في جذب الزبائن.

ويفترض محدثنا أن العديد من الأسر تقبل على المول من أجل شراء الملابس والأحذية مراهنة على التنزيلات التي انطلقت مؤخراً. ويتوقع علالي أن تشهد مبيعات جميع المحلات التجارية، ارتفاعاً 30% خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث سيتم تعويض التنزيلات عبر زيادة حجم المبيعات.

لا تحتاج للسؤال عن سبب الزحام في الشوارع المؤدية إلى سوق القريعة الشعبي الشهير بدرب السلطات في الدار البيضاء. بداية الأسبوع الجاري، حيث هرعت الأسر إلى ذلك السوق من أجل كسوة العيد للأطفال. الكثيرون يعتقدون أن ذلك السوق يوفر ملابس بأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى في العاصمة الاقتصادية.

اقرأ أيضاً: الماركات المزيفة تصارع حلم "صنع بالمغرب"

لكن ليس أهل المدينة وحدهم من يلجؤون إلى ذلك السوق الذي يعرف بتوزيع الملابس على جميع الأسواق الأخرى في البلاد. فعبد الإله الحريزي، الذي يعمل في نقل السلع، يؤكد أن الطلبيات التي يعبر عنها تجار التجزئة في الأيام الأخيرة من المدن الأخرى، تجاه تجار الجملة في تلك السوق تتركز أكثر على ملابس الأطفال التي أخرجت هذا السوق من حالة تراجع المبيعات التي يشتكي منها التجار خلال هذا العام.

وأضاف الحريزي، أن الركود أصاب تجارة معظم أصحاب المحلات في أغلب فترات العام الحالي، لكنهم يعولون على الأيام التي تسبق الأعياد التي ترفع معنوياتهم، مادامت الأسر تقبل عليهم من أجل كسوة الأطفال.

وهذا ما يؤكده التاجر، توفيق بنعبد القادر، الذي يشير إلى أن وتيرة العمل ارتفعت في المتجر الذي يعمل به خلال الأيام الأخيرة، ما ينعكس إيجاباً على الموردين الذي يمدون السوق بالسلع سواء المحلية منها أو المستوردة من البلدان الأسيوية.

ذات الأجواء التي تسود في متاجر القريعة، تلمسها في سوق الأحباس، التي تباع فيها الملابس التقليدية التي يتميز بها المغاربة، مثل الجلباب وغيره. وتحرص أسر على شراء ملابس تقليدية لأطفالهم كي يصطحبوها ليلة القدر إلى المسجد. لا تكاد ترى أصحاب المحلات من شدة الزحام.

هناك صادفنا رضوان الحمري، الذي يبحث عن جلباب لطفلة ذي ثلاثة أعوام. يؤكد أن الناس يبذلون المال بدون حساب كي يفوزوا بجلباب لا يرتديه الأطفال سوى مرة واحدة في العام.

عندما تسأل أحد التجار بالدار البيضاء عن سلوك الأطفال أثناء التسوق في رمضان، يجيب بعقد مقارنة بين الزمن الذي كان فيه طفلاً وحال الأطفال اليوم. فالطفل في السابق لم يكن يجرؤ عندما يذهب مع والده كي يشتري ملابس العيد، على اختيار ما يروقه حسب الموضة.

فقد كان الوالد يفرض رأيه فيما يجب أن يرتديه طفله، إن لم يعمد إلى شراء الملابس والإتيان بها إلى البيت دون سابق استشارة للطفل، أما الآن فالأطفال أصبحوا يختارون ملابسهم بنفسهم في أغلب الأحيان.

وأكد تجار لـ"العربي الجديد"، أن الآباء اليوم أضحوا رهن إشارة أطفالهم. يبذلون المال فيما يوافق أذواقهم. عندما يدخل الوالدان وطفلهما إلى أحد المحلات، فإن الطفل هو من يختار الموديل الذي يعجبه، بينما يكتفي الوالدان بالموافقة.

وفي بعض الأحيان ينسحب الطفل تعبيراً عن عدم الرضى عندما يتدخل أحد الوالدين من أجل إبداء الرأي أو التعبير عن تفضيلهم لهذا اللون أو ذاك الموديل.

 
اقرأ أيضاً: يهودي مغربي يطارد الشركات الإسرائيلية

دلالات
المساهمون