ما عاناه الأطفال على الحدود الأميركية المكسيكية لم يكن سهلاً، ومن الصعب أن تختفي آثاره. هذه القساوة دفعت كثيراً من المتخصصين إلى شرح الآثار النفسية لما حدث على الأطفال، من بينها مجلة "سايكولوجي توداي". تقول إن الأطفال الذين فُرّقوا عن أهلهم على الحدود الأميركية المكسيكية يُعانون صدمة أكبر من معاناة الفراق نفسه. ويُرجّح أن يستمرّ هذا الألم في كلّ مرة يبتعدون فيها عن عائلاتهم. وبعيداً عن حجم الأذى والحزن الذي نشعر به حين نرى مشاهد مماثلة، أو نسمع صرخات الأطفال، هناك أبحاث كثيرة تشير إلى العواقب الوخيمة لما حدث على الأطفال.
هذا التفريق الصادم يؤثّر على الشعور بالارتباط والتعلّق لدى الأشخاص، وقدرتهم على الثقة بالآخرين خلال حياتهم. كما أنّ الظروف التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال في الوقت الحالي، لا تشعرهم بالأمان الذي يحتاجون إليه. وتحذّر منظمة الصحة العالمية من أن "الرعاية غير الكافية، والإهمال، لهما عواقب ضارة على الأطفال وصحتهم ونموهم".
كيف يمكن للأطفال الذين انتزعوا من أذرع أهلهم، وحرموا من ألعابهم، وأخذوا في ظروف غريبة، أن يشعروا بالأمان؟ كيف سيشعرون إذا كانت لغة من يتحدث إليهم مختلفة؟ الأطفال الذين يُفرّقون عن أهلهم على الحدود يسرق منهم الأمان الذي يحتاجون إليه لاكتشاف العالم والثقة فيه.
اقــرأ أيضاً
خلال أربعينيات القرن الماضي، بدأ الطبيب النفسي لوسون أوري دراسة الأمر، ولاحظ أنّ الأطفال الذين أودعوا في دور رعاية كانوا أكثر عدوانيّة، وكانوا يعانون من نوبات غضب، وتبول لاإرادي، ومشاكل في النطق والشهية، والخجل، والحساسية، والعناد، والأنانية، ومص الأصبع، والبكاء المفرط". كما عمل الباحثان وليام غولدفارب ورينيه سبيتز على توثيق الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن إيداع الأطفال في دور الأيتام والمستشفيات، ولاحظا نسباً مرتفعة من الخلل المعرفي والسلوكي والنفسي، إضافة إلى "ارتفاع معدلات الوفيات الرضع". معظم هذه الوفيات لم تكن نتيجة للاحتياجات المادية لأطفال عانوا من حرمان عاطفي.
جون بولبي، الذي عرف بكونه صاحب نظرية التعلّق، نشر تقريراً لدى منظمة الصحة العالمية، بعنوان "رعاية الأمهات والصحة العقلية"، أشار فيه إلى أن رعاية الأمهات وحبهن أمران أساسيان لصحة الأطفال العقلية. وأي تمزّق في هذه العلاقة قد يؤثّر على نموهم. بعد الحرب العالمية الثانية، كان الباحثون على يقين من أن الأطفال في دور الرعاية، الذين يحصلون على غذاء جيد فقط، من دون أي رعاية نفسية، لم يكونوا ناجحين. وفي النتيجة، يزيد الانفصال والعزلة من خطر الانتحار.
هذا التفريق الصادم يؤثّر على الشعور بالارتباط والتعلّق لدى الأشخاص، وقدرتهم على الثقة بالآخرين خلال حياتهم. كما أنّ الظروف التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال في الوقت الحالي، لا تشعرهم بالأمان الذي يحتاجون إليه. وتحذّر منظمة الصحة العالمية من أن "الرعاية غير الكافية، والإهمال، لهما عواقب ضارة على الأطفال وصحتهم ونموهم".
كيف يمكن للأطفال الذين انتزعوا من أذرع أهلهم، وحرموا من ألعابهم، وأخذوا في ظروف غريبة، أن يشعروا بالأمان؟ كيف سيشعرون إذا كانت لغة من يتحدث إليهم مختلفة؟ الأطفال الذين يُفرّقون عن أهلهم على الحدود يسرق منهم الأمان الذي يحتاجون إليه لاكتشاف العالم والثقة فيه.
خلال أربعينيات القرن الماضي، بدأ الطبيب النفسي لوسون أوري دراسة الأمر، ولاحظ أنّ الأطفال الذين أودعوا في دور رعاية كانوا أكثر عدوانيّة، وكانوا يعانون من نوبات غضب، وتبول لاإرادي، ومشاكل في النطق والشهية، والخجل، والحساسية، والعناد، والأنانية، ومص الأصبع، والبكاء المفرط". كما عمل الباحثان وليام غولدفارب ورينيه سبيتز على توثيق الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن إيداع الأطفال في دور الأيتام والمستشفيات، ولاحظا نسباً مرتفعة من الخلل المعرفي والسلوكي والنفسي، إضافة إلى "ارتفاع معدلات الوفيات الرضع". معظم هذه الوفيات لم تكن نتيجة للاحتياجات المادية لأطفال عانوا من حرمان عاطفي.
جون بولبي، الذي عرف بكونه صاحب نظرية التعلّق، نشر تقريراً لدى منظمة الصحة العالمية، بعنوان "رعاية الأمهات والصحة العقلية"، أشار فيه إلى أن رعاية الأمهات وحبهن أمران أساسيان لصحة الأطفال العقلية. وأي تمزّق في هذه العلاقة قد يؤثّر على نموهم. بعد الحرب العالمية الثانية، كان الباحثون على يقين من أن الأطفال في دور الرعاية، الذين يحصلون على غذاء جيد فقط، من دون أي رعاية نفسية، لم يكونوا ناجحين. وفي النتيجة، يزيد الانفصال والعزلة من خطر الانتحار.