لا تتوقف معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بسبب ظروف الاعتقال السيئة، وعدم احترام أبسط حقوقهم، وتزداد المعاناة، خصوصاً في صفوف الأسرى المرضى، الذين يواجهون رفض سلطات الاحتلال تقديم العلاجات التي هم بحاجة لها.
ومن بين هؤلاء الأسير المقدسي، حمزة الكالوتي، من سكان بيت حنينا شمال القدس المحتلة، فمع دخوله عامه الرابع عشر في الأسر والاعتقال لدى سلطات الاحتلال، أعلن الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على ظروف اعتقاله السيئة، ورفض مصلحة السجون تقديم العلاجات الطبية الملائمة له، ملوّحاً بالجوع لانتزاع حقه في الحصول على العلاج من إدارة سجون الاحتلال التي تماطل في منحه هذا الحق.
تروي زوجة حمزة لـ"العربي الجديد"، أن زوجها الأسير يعاني من أمراض عديدة، خصوصاً مرض التهاب المفاصل (الروماتيزم) الذي يسبّب له أوجاعاً شديدة ترافقها تشنجات في أطرافه، وكثيراً ما يحتاج إلى مساعدة الأسرى في أموره اليومية، علماً بأنه بحاجة إلى إجراء 3 عمليات جراحية، "عملية فتاق" وتم التوصية بإجرائها عام 2009 وحتى اليوم تماطل إدارة السجون بإخضاعه لها، علماً أنه تم نقله إلى مستشفى سجن الرملة مرتين لإجراء العملية، لكن تم إرجاعه في اللحظات الأخيرة بحجة عدم وجود حراس من السجن لمرافقته. كما يعاني، أيضاً، من أزمة صدرية حادة، سببها السجن وإهمال الإدارة في معالجته، وبالتالي هو يحتاج إلى البخاخ لمساعدته على التنفس".
وتشير كذلك إلى معاناته، من مرض النقرس، وأوجاع شديدة في "القولون"، ويزيد من معاناته، تنقلاته الدورية كل ثلاثة أشهر إلى مستشفى العفولة لإجراء الفحوصات، ومرة كل عام الى مستشفى سجن الرملة. يضاف إلى كل ما ذُكر، معاناته من ضغط الدم وآلام شديدة في البطن منذ ثلاث سنوات.
اقرأ أيضاً: أسرار الأسرى الفلسطينيين في خطر...وشبهة "التطبيع" تُلاحق "أطباء بلا حدود"
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الكالوتي على حاجز الضاحية العسكري، وداهمت منزله وفتشته. تقول زوجته: "بعد اعتقاله بفترة، اعتقلوا شقيقي هيثم، الذي قضى سبع سنوات في الأسر، كما اعتقلوا ابني عمي، أحدهما أمضى 9 سنوات، والآخر عامين في الأسر".
لم تكن سنوات الاعتقال الماضية التي أمضاها حمزة في الأسر أمراً سهلاً على أسرته. وتقول والدته الحاجة أم فهمي: "لم يكن قبل اعتقاله يعاني من أي مرض، كان شاباً نشيطاً محبوباً من قبل أفراد عائلته. الجميع يفتقده ويتمنى خروجه من الأسر".
لا تخفي والدته أيضاً، قلقها الشديد على حياة ابنها لما يعانيه من أمراض وإهمال طبي، متمنية الإفراج عنه في القريب العاجل، مضيفة: "لقد كانت صفقة وفاء الأحرار هي الأمل، لكن قدر الله أن يبقى أسيراً".
وتوضح أنها كانت تزوره وتتحدث إليه من خلف الشباك، ثم من خلف الزجاج، مضيفة: "لا يوجد تواصل كافٍ بين الأسير وعائلته. لقد سمحوا لي 3 مرات بأن التقط صوراً معه وأن احتضنه، لم أصدق نفسي وقتها... تمنيت أن أبقى بالقرب منه، وأن يخرج معي ونعود سوياً إلى منزلنا"، مشيرة إلى أن حمزة هو أصغر أبنائها سناً، وهو "الطفل والشاب المدلل".
من جهته، يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، أمجد أبو عصب، إن "أبو جعفر يمتلك ملفاً طبياً كبيراً، فهو شاهد متجدد على ظلم إدارة السجون في المماطلة والتقصير في تقديم الخدمات الطبية اللازمة والسريعة للأسرى المرضى، وقد آن الأوان أن يغلق ملف الأسرى المرضى بالإفراج عنهم كي يحصلوا على حقهم في العلاج المناسب".
اقرأ أيضاً: 153 أسيراً استشهدوا بالتعذيب والقتل داخل سجون الاحتلال