الأسعار تحرم شواطئ الجزائر من السياحة الداخلية

03 اغسطس 2017
موزعون بين العطلة في الوطن أو خارجه (العربي الجديد)
+ الخط -

دفع الارتفاع الكبير في الأسعار بشواطئ الجزائر، المواطنين، إلى التفكير في السفر خارج البلاد لقضاء إجازة عطلة الصيف.

ويحتار الجزائريون بين قضاء عطلة الصيف في شواطئ البلاد بكل ما تحمله معها من مشاكل ومنغصات، وكذا عبء الارتفاع في الأسعار الذي يطاول كل شيء، وبين تحمّل أعباء السفر نحو بلدان أخرى، مثل تونس أو المغرب أو تركيا أو إسبانيا، وتحمّل تكاليفها.

وتعد جيجل (490 كيلومترا شرق الجزائر)، واحدة من الولايات التي تزخر بمناظر طبيعية خلابة من الساحل إلى الشواطئ مترامية الأطراف، وتستقطب كل عطلة صيفية الآلاف من العائلات من مختلف المدن الجزائرية، سواء من شمالها أو جنوبها، إلا أنها تفتقر إلى شروط السياحة المطلوبة.

ولا يمكن للسائح الجزائري استغلال عطلته فيها، لأن هذه الولاية تفتقر لوسائل وشروط السياحة وقضاء عطلة جيدة، كما تشهد الإيجارات ارتفاعات غير مبررة، بحسب نور الدين قسوم (46 سنة) القادم برفقة أسرته الصغيرة من ولاية بسكرة الجنوبية الساخنة جدا في هذا الصيف.

وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه قطع أزيد من 700 كيلومتر للوصول إلى الساحل حتى يتمتع بعطلة ثلاثة أسابيع جميلة في شاطئ "الصخرة السوداء"، لكنه وجد ما لم يكن في الحسبان، على حد قوله.

وتطرح هذه الأسرة الصغيرة وغيرها من العائلات الجزائرية، سؤالاً حول مكان قضاء العطلة الصيفية، من دون الاصطدام بمشاكل الإيجار وضعف الخدمات وغياب وسائل الترفيه والمنتجعات.

يقول نورالدين: "وجدت شقة من غرفتين ومطبخ، لكن للأسف بعيدة جدا عن الشاطئ، وبمبلغ يتجاوز 8 آلاف دينار جزائري لليلة الواحدة، وهو ما يعادل 60 يورو"، لافتا إلى أنه تمنى أن يقضي شهرا كاملا يتنقل فيه مع أسرته بسيارته نحو العديد من الشواطئ، وكذا القيام بالسياحة الجبلية في هذه المناظر الخلابة، لكن شهرا من العطلة يتطلب 1800 يورو، أي ما يعادل أزيد من 250 ألف دينار جزائري فقط لتأجير شقة، من دون احتساب المأكولات والمشروبات والتنزه وغيرها من المصاريف الجانبية من بنزين للسيارة وغيره.


ويشتكي عدد من الجزائريين من ارتفاع تأجير الشقق في الجزائر، لتضاعف الطلب عليه عشرات المرات في الصيف، لكنه "غير مدروس ولا يلائم الظروف الاجتماعية ولا القدرة الشرائية للمواطن الجزائري"، على حد تعبير عبد السلام نجاري لـ"العربي الجديد".

وقال إنّ: "الكثير من الأسر في المدن الساحلية تحوّل بيوتها أو أملاكها من فيلات ومنازل إلى الكراء في فصل الصيف، لكن بأسعار خيالية".

غياب المنتجات ووسائل الترفيه (العربي الجديد)


لكن المفارقة أيضاً في المدن الساحلية، بحسب تصريحات متفرقة للمواطنين، هو البحث المضني عن شقق للإيجار بثمن مناسب، وهو ما يدفع الكثيرين إلى نصب خيام على الشاطئ والمبيت فيها أو المبيت في سياراتهم.

واقع الحال يعكس النقص الفادح في المنتجعات والشقق المفروشة الموجهة للكراء في فصل الصيف في العديد من المدن الساحلية الجزائرية، مثل "عنابة" و"سكيكدة" و"تيبازة" و"بومرداس" وغيرها من المدن المترامية على مسافة 1200 كيلومتر من الساحل، لكنها تفتقر للعديد من وسائل الترفيه والسياحة.

وقد التفتت السلطات الجزائرية إلى هذا الأمر، على اعتبار أن السياحة الداخلية بإمكانها أن تُحدث طفرة مالية، بحسب الخبير الاقتصادي عبد العالي صاولي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، خصوصا عقب "انهيار أسعار البترول في الأسواق العالمية وخسائر تتكبدها الخزينة الجزائرية بسبب ذلك"، لافتا إلى أن "السياحة ثروة دائمة، خصوصا أن الجزائريين يتنقلون نحو الجارة تونس بسبب الظروف المواتية هناك من منتجعات لقضاء العطلة، وهو ما يعني هروب العملة الجزائرية نحو دول أخرى"، على حد قوله.



 

المساهمون