أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أنّ حالة من الاستياء والتوتر، باتت تسود صفوف الحركة الأسيرة في مختلف السجون الإسرائيلية، بفعل الممارسات الاستفزازية التي تُمارس بحقهم من قبل مصلحة سجون الاحتلال، ما ينذر بالتصعيد وانفجار الأوضاع داخل السجون.
وأوضحت أن الوضع العام للسجون، بدأ يأخذ طابع الضغط والتوتر، تجاه ما تقوم به مصلحة السجون الإسرائيلية بحقهم، إذ تمارس أساليب قمعيّة استفزازيّة مهينة للأسرى، في كافة أمورهم الحياتية، لا سيّما الإهمال الطبي. كما أن تزايد عدد الأسرى إلى نحو 7 آلاف أسير، خلال الفترة الأخيرة، اعتُقل ألفان منهم، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، واعتقال الأطفال والنواب والنساء والمرضى على حد سواء، يهدّد بانفجار الأوضاع داخل السجون في أي لحظة، إذا ما استمرت مصلحة السجون بممارساتها.
وفي سياق متّصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأنّ سلطات الاحتلال، اعتقلت في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي 152 فلسطينياً، النسبة الأعلى منهم في محافظة الخليل، حيث وصل عدد المعتقلين إلى 50، تليها القدس 40، في حين توزعت النسبة المتبقية على المحافظات الأخرى. وقرر أسرى صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أُعيد اعتقالهم في الحملة العسكرية الأخيرة على الضفة الغربية، الإضراب عن الطعام، بعد غد الثلاثاء، وليوم واحد فقط، لتسليط الضوء على قضيتهم، وللمطالبة بالإفراج عنهم. وأوضح رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذا الإضراب هدفه أيضاً دفع المفاوضين في القاهرة، بشكل غير مباشر، للاهتمام بقضية أسرى "وفاء الأحرار" ووضعها على سلّم أولوياتهم". وقال إنّ "طرح هذا الموضوع بقوة من قبل الوفد الفلسطيني، سيكون أكثر تأثيراً من أي حملة دولية، قد تأخذ وقتاً". وأشار إلى أن "القضية تخصّ أسرى محررين اعتقلوا في إطار حملة انتقاميّة، من دون سبب، وهم مهددون جميعاً بإعادة أحكامهم السابقة".
من جهة أخرى، أعلن النادي أنّ مئتي عائلة من عائلات الأسرى في محافظة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، توجهوا، اليوم الأحد، لزيارة أبنائهم في سجن النقب، بعد منع دام ثلاثة أشهر متتالية من قبل سلطات الاحتلال، في وقت مُنعت فيه زوجة الأسير، حسن ذيب، من زيارته، اليوم الأحد.
وكانت إدارة مصلحة سجون الاحتلال قد فرضت عقوبات على الأسرى منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، ما زالت مستمرة، أبرزها منع زيارة عدد كبير من الأسرى في السجون.
من جهة أخرى، كشف النادي أن وحدات القمع اقتحمت قسم (10) في سجن نفحة، مدجّجة بالسلاح، الأمر الذي أثار غضب الأسرى الذين بدأوا بالصراخ، لمنع دخول قوات الاحتلال التي أشهرت سلاحها بوجه الأسرى، مهددة باستخدامه. وأشار إلى أنّ رزمةً من العقوبات، فرضتها مصلحة سجون الاحتلال على أسرى سجن نفحة، والبالغ عددهم 550 أسيراً، من بينها عزلهم ومنعهم من الزيارات لمدة شهرين، وفرض غرامات مالية بقيمة 125 دولاراً على كل منهم، إضافة إلى الاستمرار في عملية نقلهم من سجن إلى آخر.
إلى ذلك، لا تزال مصلحة سجون الاحتلال، تحتجز 15 أسيراً، في العزل بسجن نفحة، ممن نُقلوا من سجني "شطة" و"جلبوع"، منذ الثاني عشر من شهر يونيو/حزيران الماضي، بذريعة محاولتهم حفر أنفاق، علماً أنهم نُقلوا للعزل في سجون عدّة. وعُرف من الأسرى: عبد الجبار الشمالي، ومهدي يوسف، وفهد صوالحة، ويعقوب قادري، وصهيب زقيلي، وجعفر الترابي، وسمير طوباسي، وإسماعيل أبو شادوف، ومحمود قليبي، وأيهم كمنجي، ومهند زيود، ومحمد العارضة، وعدنان أبو ساري، ومحمد أبو صبيحة.
في سياق آخر، ناشد الأسرى المرضى في "مشفى سجن الرملة" الإسرائيلي، كافة المؤسّسات القانونيّة والحقوقيّة الدوليّة والمحليّة، التدخّل العاجل والضغط على الحكومة الإسرائيليّة لإطلاق سراحهم، وعدم تركهم فريسة بيد سلطات الاحتلال ومصلحة سجونها، حتى لا يواجهوا مصير من سبقهم من شهداء الحركة الأسيرة المرضى، وفق ما نقلته عنهم محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حنان الخطيب، بعد زيارتها عيادة سجن الرملة. والتقت الخطيب عدداً من الأسرى المرضى، الذين أكدوا أنهم لا يتلقون أدنى مستوى من الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لحالاتهم المرضية الخطيرة.