الأسد يطلب رسمياً من روسيا المشاركة بمشاريع النفط

21 مايو 2016
تراجعت سيطرة نظام الأسد على مواقع وحقول إنتاج النفط(Getty)
+ الخط -

كشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده تسلمت طلباً من الجانب السوري للمشاركة في مشاريع النفط والغاز وإعادة البنية التحتية للطاقة وتطويرها.

وأضاف الوزير الروسي لوكالة "تاس" الروسية اليوم، خلال  قمة روسيا/آسيان المنعقدة في مدينة سوتشي جنوب روسيا، "سنتعاون مع سورية من خلال شركات زاروبيج نفط ولوك أويل وغازبروم نفط".

ورأى المهندس النفطي عبد القادر عبد الحميد، أن كلام الوزير الروسي فيه الكثير من الدبلوماسية، مشيرا إلى أن نظام بشار الأسد أوكل معظم استثمارات النفط والغاز، في البر والبحر للجانب الروسي، وأن ثمة مباحثات تجري بين الجانبين منذ شباط/فبراير الماضي، يقودها سفير النظام بموسكو، رياض حداد، لإيلاء قطاع الطاقة للروس ضمن ما يسمى إعادة الإعمار.

وقال عبد الحميد لـ"العربي الجديد" إن روسيا ستعود عبر أكثر من شركة إلى قطاع الطاقة بسورية، سواء قطاع الغاز شرقي مدينة حمص، أو قطاع النفط في مدن الجزيرة السورية والمياه الإقليمية السورية، وذلك بعد تجميد شركة "سويوز نفط غاز" في أكتوبر/تشرين الأول العام الفائت لمشروعي التنقيب، قبالة السواحل السورية، التي حصلت على الترخيص للتنقيب في المنطقة 2 بالمياه الإقليمية السورية، في ديسمبر/كانون الأول عام 2013.

وكان نظام بشار الأسد، قد أعلن أخيرا بشكل صريح، عن فتح باب إعادة إعمار سورية على مصراعيه لروسيا، بعد توقيع عقود بنحو 960 مليون دولار مطلع الشهر الجاري، وهو إجراء رأى محللون أنه خطوة اقتصادية استباقية تستهدف تمديد بقاء الأسد في السلطة ومنح حلفائه جزءاً من كعكة إعادة الإعمار.




وقال رئيس وزراء النظام السوري، وائل الحلقي، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن موسكو استجابت لدعوة المشاركة في إعمار البنية التحتية لسورية، بعد أن وقع البلدان عدداً كبيراً من الاتفاقيات في هذا الإطار، بقيمة 850 مليون يورو (960 مليون دولار)، لافتاً إلى أن بلاده مهتمة بتطوير الشراكة مع الدول الصديقة خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمتها روسيا.

وتوقع الاقتصادي السوري المقيم بإسطنبول، صلاح يوسف، أن يكون لروسيا الحصة الأكبر من الاستثمارات وعقود إعادة الإعمار بسورية، كي تحصّل الديون التي تمد بها النظام، سواء عبر بيع الأسلحة أو القروض المالية المباشرة.

ويضيف يوسف لـ"العربي الجديد" أن روسيا عادت للتواجد بقوة على الأرض السورية، بعد التفاؤل من إعلان انسحابها قبل أشهر، مشيراً إلى أن ضغط روسيا العسكري مع الأسد يتركز في شرق مدينة حمص، وسط سورية، ومحاولة استعادة مناطق آبار النفط في مدن الجزيرة السورية، شمال شرق البلاد، متوقعا معركة في معقل تنظيم "داعش" بمدينة الرقة قريباً واستعادة ما تبقى لدى التنظيم في ريف الحسكة ودير الزور، لأنها المناطق الأغنى نفطيا بسورية.

وحول سؤال لـ"العربي الجديد" عن أن معظم تلك المناطق تسيطر عليها الآن التنظيمات والأحزاب الكردية، أجاب يوسف " كلهم شركاء وما قويت شوكة الأكراد إلا بالدعم الروسي ولن يمانع الأكراد من منح الاستثمار وصيانة الآبار للروس شريطة تخصيصهم بحصة كبيرة" بحسب قوله.

وتراجعت سيطرة نظام بشار الأسد على مواقع وحقول إنتاج النفط منذ منتصف عام 2012 ما أدى لتراجع إنتاج نظامه من 380 ألف برميل نفط يومياً قبل الثورة، إلى ما دون تسعة آلاف برميل اليوم.

وكشفت وزارة النفط في نظام الأسد عن انخفاض جديد في كميات النفط المنتجة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي النفط الخفيف المنتج في سورية، خلال الربع الأول من العام الجاري، 739 ألف برميل، بمعدل إنتاج ثمانية آلاف برميل يومياً في المتوسط.

وأشار التقرير الربعي لوزارة نفط نظام الأسد إلى تراجع الإنتاج هذا العام، ففي الربع الأول من عام 2015 كان إجمالي النفط المنتج والمسلم للمصافي 853 ألف برميل بمعدل إنتاج يومي 9486 برميلاً، وكمية الخامات المكررة في مصفاتي حمص وبانياس 1.305 مليون طن، وبلغت كمية المشتقات النفطية المنتجة 1.294 مليون طن متري، ليكون إنتاج النفط في مناطق سيطرة الأسد قد انخفض بنحو 1486 برميلاً يومياً.

وبحسب تقرير وزارة نفط نظام الأسد الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، إذ بلغ إجمالي الغاز الخام المنتج بلغ 1.068 مليار م3، بمعدل يومي 11.7 مليون م3، وبالمقارنة مع إنتاج الربع الأول للعام الماضي كانت كمية الغاز الخام المنتج في القطر 1.409 مليار م3 بمعدل يومي 15.6 مليون م3، ليبلغ الانخفاض بالإنتاج لنفس الفترة للغاز الخام نحو 3.9 ملايين م3 يومياً.



المساهمون