وجاء حديث الأسد، اليوم الخميس، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" بعد استخدام روسيا فيتو جديداً في مجلس الأمن الدولي للوقوف في وجه صدور قرار بالتحقيق في جريمة القصف الكيميائي على خان شيخون، وكرر الأسد زعم مندوب نظامه في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ووزير خارجية نظامه، وليد المعلم، في نفي امتلاكهم أسلحة كيميائية.
وتعليقاً على تصريحات الأسد، قال المحلل العسكري السوري، العقيد أحمد الحمادة، لـ"العربي الجديد": إن "بشار الأسد يكذب محاولا التنصل من جريمته رغم الأدلة الدامغة التي تدينه، وحديثه عن المؤامرة تكذّبه العلوم العسكرية التي تقول إن غاز السارين وغاز الكلور وغيرهما من المواد الكيميائية التي تستخدم سلاحاً، لا يمكن أن تعطي تلك النتائج إلا إذا كانت مخزّنة فقط".
وأضاف الحمادة: "لكي تعطيك المادّة الكيمائية تلك النتائج لابد من تحضيرها في مختبر متخصص، واستعمالها كسلاح فعال يتم عبر مقذوف حاضن لها، وهو ما يمتلكه النظام حصريا في سورية".
وادّعى الأسد أنّ القتلى في خان شيخون "هم عناصر إرهابيّة اتفقوا مع أميركا والغرب" وفق زعمه، في حين تشير التحقيقات والصور التي وثقت المجزرة إلى أن معظم القتلى هم من الأطفال.
وزعم النظام السوري، في وقت سابق اليوم، أن طيران التحالف الدولي دمّر مستودعاً لتخزين مواد سامة في موقع يخضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في دير الزور، وقال إنّه تسبّب في مئات القتلى وحالات اختناق.
في المقابل، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي، جون دوريان، ما تحدّث عنه النظام السوري، مرجحا أن الأخير تعمّد تقديم معلومات خاطئة، كما نفت روسيا تنفيذ التحالف غارة في المنطقة التي ذكرها النظام.
ويرى مراقبون أن النظام السوري، من خلال بثه الأنباء الكاذبة، يريد جعل العالم يصدق رواية أن تنظيم "داعش" والمعارضة السورية قادران على تخزين الأسلحة الكيميائية، وهو ما حاول أن يروّج له في جلسة مجلس الأمن الأخيرة.
وأثبتت التحقيقات الأخيرة في العينات التي تم أخذها من الهجوم الكيميائي على خان شيخون وجود غاز السارين السام في المادة التي أدت إلى مقتل واختناق مئات المدنيين، وهو ما أكّده علماء بريطانيون قاموا بالتدقيق في تلك العينات.
وكان كل من مندوب النظام السوري ووزير خارجية النظام قد تحدثا قبل صدور نتيجة التحقيق في العينات عن دخول مادة السارين إلى سورية عن طريق التهريب من العراق وليبيا، ما يشير إلى معرفتهما المسبقة بنوع المادة التي قُصفت بها مدينة خان شيخون.
ويرى خبراء أن التخبّط في تصريحات مسؤولي النظام السوري وحلفائه، في نفي صلتهم بمجزرة الكيميائي في خان شيخون، ورفض دخولهم لجنة تحقيق دولية، يشير إلى ضلوعهم في الجريمة.