الأزمة السعودية الإيرانية... مسمار جديد في نعش المفاوضات اليمنية

05 يناير 2016
تصعيد المعارك بالتزامن مع النزاع السعودي الإيراني(صالح عبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تراجعت الآمال بجهود الحل السياسي في اليمن قبل عشرة أيام من الموعد المقرر لعقد جولة جديدة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، إذ ارتفعت وتيرة التصعيد المسلح في العديد من جبهات المواجهات بالبلاد، فيما جاءت التطورات الأخيرة في المنطقة متمثلة بالأزمة بين إيران والسعودية لتزيد من العقبات أمام أي جهود مقبلة.


اقرأ أيضاً: "العربي الجديد" تكشف تفاصيل استعدادات الانقلاب لمعركة صنعاء

وعلى الرغم من مضي أسبوعين على اختتام مشاورات سويسرا في 20 ديسمبر/كانون الماضي، لم يشهد الواقع أي التزام بالنتائج التي أعلن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، توصل الطرفين إليها في نتائج المفاوضات، وعوضاً عن ذلك تحدثت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد" عن تعليق عمل اللجنة العسكرية، قبل ان يعلن ذلك التحالف العربي رسمياً بانتهاء الهدنة التي انهارت منذ أيام لانطلاقها بالتزامن مع بدء المحادثات منتصف الشهر الجاري.

ووفقاً لتصريحات صحافية لرئيس الوفد الحكومي إلى مفاوضات سويسرا، وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، فإنه وخلال الفترة التي تفصل اختتام محادثات سويسرا وحتى الموعد الجديد (20 ديسمبر/كانون الأول وحتى الـ14 من يناير/كانون الثاني)، يُلزم الحوثيون (أنصار الله) وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه المخلوع علي عبدالله صالح، بالقيام بخطوات في إطار "بناء الثقة" وفي المقدّمة الإفراج عن  المعتقلين، وكذلك فك الحصار عن المدن (تعز تحديداً)، وكل ذلك لم يتم، بعد مرور أسبوعين، وقبل أقل من 10 أيام على الموعد المقرر للجولة المقبلة.

وانعكس انسداد الأفق السياسي على التطورات الميدانية أخيراً، وتصاعدت وتيرة الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات التحالف، على نحو كان قد تراجع نسبياً في الشهور الأخيرة للعام الماضي، أثناء التحضيرات للمفاوضات السياسية التي كانت تُعقد عليها الآمال، وتوفرت لها ظروف داعمة لم تكن لسابقاتها من الجولات والمحطات السياسية.

وتذهب غالبية التوقعات إلى أن النزاع الأخير بين إيران والسعودية سينعكس على فرص الحل السياسي في اليمن، خصوصاً مع حرص طهران على إبقاء جبهات التوتر مع الرياض مفتوحة، وإن كان ذلك لا يخدم مصلحة حلفائها الحوثيين الذين تواصل الحملة الجوية لقوات التحالف استهدافهم منذ أكثر من تسعة أشهر، وقتلت الآلاف من مقاتلي الجماعة كما دمرت غالبية مقرّاتها العسكرية والمواقع التي تسيطر عليها، وصولاً إلى منازل جزء غير قليل من قيادات الجماعة.

وفي السياق، بدأ الحوثيون ومن خلال بياناتهم وتغطيتهم الإعلامية بالاحتفاء بموجة الانتقادات التي وُجهت للسعودية على خلفية إعدام نمر النمر، واحتلت جزءاً كبيراً من تغطيتهم الإعلامية في مختلف الوسائل، وأصدروا بياناً باسم المجلس السياسي لـ"أنصار الله"، دان إعدام النمر، واعتبر أنه في سياق التوجهات السياسية التي وصفها بـ"الهوجاء"، من قبل النظام السعودي، وأنه "يسعى دائما إلى إثارة المشاكل وافتعال الأزمات والحروب ويحرص على إعطاء هذه الفوضى التي يصنعها خدمة لأعداء الأمة".

لكن في المقابل، بدا العديد من الناشطين الحوثيين متحفظين إزاء التطورات؛ ففي الوقت الذي احتفوا به بالتصعيد بين طهران والرياض والانتقادات الموجهة للأخيرة بشكل عام، عبر بعضهم ساخراً بأن السعودية سترد على إيران من خلال تكثيف القصف في اليمن، خصوصاً مع تزامن تنفيذ حكم الإعدام وإعلان قيادة التحالف انتهاء الهدنة، وإن كانت شكلية، إلا أن الإعلان كان مؤشراً على تصعيد الضربات الجوية.

وبعدما بات اليمن ساحة حرب، يصفها البعض حرباً بالوكالة بين إيران والسعودية، فإن مصير الجهود السياسية والعمليات العسكرية مرتبط إلى حد كبير، بالتطورات الإقليمية والدولية، أي أن مصير الأزمة اليمنية ينتظر ما تقرره الأزمة الإقليمية والتطورات الميدانية.

المساهمون