تتأرجح حسابات عمالقة السيارات حول العالم تقدّماً وتراجعاً على وقع الأزمات العالمية التي تؤثر سلباً في مجمل النشاط الاقتصادي، من الركود المستحكم منذ أعوام، وصولاً إلى تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد. بعض الشركات ساءت نتائجها بينما اتجهت أُخرى نحو الأفضل.
في السياق، أعلن مديرو مجموعة "دايملر" الألمانية العملاقة لصناعة السيارات تراجع أرباحها للعام الثاني على التوالي، وذلك في مؤتمر صحافي عقدوه اليوم الثلاثاء في مدينة شتوتغارت كشفوا فيه أن صافي أرباحها انخفض العام الماضي إلى 2.4 مليار يورو.
وكان صافي الربح العائد للمساهمين أعلى 3 أضعاف في عام 2018، رغم أن هذا العام شهد أيضا انخفاضا في أرباح المجموعة.
وتمكنت مجموعة صناعة السيارات الفارهة من زيادة إيراداتها 3% إلى 7.172 مليارات يورو العام الماضي، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى المبيعات القياسية لعلامة "مرسيدس بنز".
ومن المنتظر أن تكشف المجموعة تفاصيل خطة خفض النفقات التي طال انتظارها والتي ستتضمن شطبا لآلاف الوظائف.
كانت "دايملر" التي تنتج سيارات "مرسيدس بنز" الفارهة، قد ذكرت العام الماضي أنها تعتزم شطب أكثر من 10 آلاف وظيفة في مختلف أنحاء العالم لخفض تكاليف العمالة بمقدار 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار).
"فورد"
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تقديم شركة "فورد موتورز" تقديرات أضعف من المتوقع لعام 2020، وتحذيرها من ارتفاع تكاليف الضمان وانخفاض الأرباح في ذراعها لنشاط الائتمان واستمرار الاستثمار في وسائل النقل المستقبلية مثل السيارات ذاتية القيادة.
وتتوقع الشركة تحقيق أرباح تشغيلية لعام 2020 في نطاق 94 سنتا إلى 1.2 دولار للسهم، فيما يتوقع محللون أرباحا مقدارها 1.26 دولار للسهم.
وكانت "فورد" أعلنت في الفصل الرابع من عام 2019، تكبّدها خسارة صافية بقيمة 1.7 مليار دولار أو 42 سنتا للسهم، مقارنة مع خسارة 100 مليون دولار أو 3 سنتات للسهم قبل عام، بحسب وكالة "رويترز".
وشمل الفصل المذكور خسارة بقيمة 2.2 مليار دولار بسبب ارتفاع المساهمات في خطط تقاعد العاملين بالشركة، وهو ما أفصحت عنه "فورد" الشهر الماضي.
وانخفضت الإيرادات في الفصل الرابع 5% إلى 39.7 مليار دولار، بما يزيد على 36.5 مليار دولار في توقعات "وول ستريت".
ونزلت التدفقات النقدية الحرة المعدلة لـ"فورد" 67% في الربع الرابع إلى 500 مليون دولار، بما في ذلك 600 مليون دولار تكلفة مكافآت مرتبطة باتفاق عمل جديد مع اتحاد عمال صناعة السيارات.
وكان للاتفاق أيضا دور في دفع هوامش الأرباح من أنشطة السيارات في أميركا الشمالية للانخفاض إلى 2.8% في الفصل الرابع.
"تويوتا"
في المقابل، ونتيجة عوامل خاصة، عدلت مجموعة "تويوتا موتور كورب" توقعات أرباحها صعودا للعام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس/آذار المقبل. وجاء رفع التوقعات بفضل إجراءات خفض النفقات وتراجع قيمة الين أمام الدولار، وهو ما يرفع القيمة المالية لمبيعاتها الخارجية، ويعزز قدرتها التنافسية.
وتتوقع "تويوتا" وصول أرباح التشغيل خلال العام المالي الحالي إلى 2.5 تريليون ين (22.7 مليار دولار) وليس إلى 2.4 تريليون ين كما كانت تتوقع منذ 3 أشهر. كما رفعت توقعاتها لصافي الأرباح إلى 5.23 تريليونات ين مقابل 2.15 تريليون ين وفق تقديرات سابقة، حسبما نقلت وكالة "د.ب.أ" الألمانية.
"فيات كرايسلر"
وفي الاتجاه عينه، حققت شركة "فيات كرايسلر" زيادة 7.1% في أرباح التشغيل المعدلة للربع الرابع من العام مدعومة بنشاط قوي في أميركا الشمالية ونتائج أفضل في أميركا اللاتينية، في الوقت الذي تتجه فيه لاندماج مع "بي.إس.أيه" الفرنسية، حسبما أوردت وكالة "رويترز".
وقالت شركة صناعة السيارات الإيطالية - الأميركية إن الأرباح المعدلة قبل حسم الفوائد والضرائب نمت إلى 2.12 مليار يورو (2.33 مليار دولار)، فيما بلغت الأرباح المعدلة قبل حسم الفوائد والضرائب للعام بأكمله نحو 6.67 مليارات يورو.