بدأ الأردن استقبال الإصابات الحرجة بين الجرحى القادمين من مناطق جنوب سورية، لكنه أبقى حدوده مغلقة في وجه النازحين. أما الحالات التي تحتاج إلى الإسعاف ويسهل علاجها، فتتكفل بمتابعتها نقاط طبية تركزت على الحدود الأردنية- السورية.
وتتراوح حالات الإصابة بين البسيطة وشديدة الخطورة، التي تتطلب تدخلاً عاجلاً من مشاف متخصصة بإمكانيات عالية، والتي لا تتوفر ضمن النقاط الطبية والمشافي الميدانية في درعا.
وأشار مدير الأمن والحماية بإقليم الجنوب في منظمة "أوسوم" الطبية، إسلام المصري، إلى وجود مشفيين ميدانيين اثنين في درعا البلد، إضافة إلى مركز صحي في منطقة الشياح جنوب المدينة، ومشفى ميداني بمدينة نوى، وآخر يغطي مدينتي جاسم وانخل في ريف درعا الغربي.
وأوضح المصري لـ "العربي الجديد" أنه في القطاع الشرقي يقتصر الأمر على نقاط طبية فقط، بسبب الاستهداف المتكرر للمشافي الميدانية من الطائرات الحربية الروسية، وقصفها بالبراميل المتفجرة من قبل مروحيات النظام.
وأضاف المصري أن هناك نقاطا طبية تابعة للجيش الأردني على الشريط الحدودي، تقدم خدمات إسعافية أولية وثانوية، أما الحالات الحرجة، فيتم تحويلها إلى داخل الحدود الأردنية لتلقي العلاج.
في المقابل، قال الناشط الإعلامي فارس زين العابدين لـ "العربي الجديد" "إن النقطة الطبية الجديدة حالياً موجودة في المنطقة الحرة قرب معبر نصيب الحدودي، مسؤوليتها معاينة حالات المصابين وتقييمها، ومعرفة ما إذا كانت بحاجة لإخضاعها للعلاج ضمن مشافي الأردن أم لا"، مضيفاً: "إن إدخال المصابين يتم بشكل كيفي، وتلعب الوساطة والعشائرية دوراً أحياناً".
أما سعيد (42 عاماً) فأوضح لـ "العربي الجديد" أن أحد أقاربه وهو مصاب دخل قبل يومين إلى الأردن لتلقي العلاج بعد تقييم حالته في نقطة طبية مدعومة من الأردن ويشرف عليها حرس الحدود الأردني. وأشار إلى أن عملية إدخاله كانت ميسرة وسهلة، مع العلم أن إصابته كانت على مستوى من الخطورة لا تسمح ببقائه ضمن النقطة الطبية. ولفت إلى التعاون الجيد من الجانب الأردني مع قضية الجرحى، رغم إغلاق الحدود بوجه النازحين.
ورأى عمر حوراني (44 عاما) أن هناك تقصيراً كبيراً من الحكومة الأردنية في الاستجابة للحالات الطبية، وقال لـ "العربي الجديد": "نرجو من الحكومة الأردنية وكوادرها الطبية إدخال مصابي العمود الفقري والمصابين بإعاقة في الأطراف السفلية، فهم بحاجة لمتابعة مستمرة والحصول على علاج وأدوية، وهنا على الحدود الوضع الطبي يزداد سوءا يوما بعد يوم، مع توافد المزيد من الأهالي".
بدوره، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اليوم الإثنين، إن عدد النازحين في جنوب غربي سورية تجاوز 270 ألف شخص. وتأتي هذه التصريحات في ظل تأكيدات من جهات محلية أن العدد يمكن أن يتجاوز 320 ألفاً، في حال استمرت الحملة العسكرية على درعا وريفها، ما قد يزيد من معاناة النازحين.