اشترط الأردن توفير وإيجاد البيئة الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تضمن أمن السوريين واستقرارهم، لتشجيع اللاجئين على العودة إلى بلادهم، وذلك خلال اللقاء الذي جمع في عمّان، اليوم الخميس، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، مع وفد روسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية اليكساندر لافرينتيف.
وقال الصفدي إن الأردن يشجّع العودة الطوعية للاجئين إلى وطنهم ويدعم جهود توفير الظروف التي تتيح ذلك، لافتاً إلى أن بلاده ستستمر بالتعاون مع روسيا من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سورية، ويوفر الأمن والاستقرار، بما يتيح بدء عودة اللاجئين إلى وطنهم.
وأكد الصفدي ولافرينتيف أن البلدين سيعملان معاً من أجل تشجيع العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم، وعلى مأسسة آليات تنسيق ذلك، في وقت يعملان فيه على تكثيف جهود التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية.
ولكن على الرغم من الاشتراط الأردني ضرورة توفير البيئة المناسبة لعودة اللاجئين من الواضح أن روسيا تعمل بشكل جاد وبالتوافق مع الأطراف المعنية في المنطقة والولايات المتحدة على تسريع عودة اللاجئين.
وسرّحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مساعدي معلم سوريين يعملون في مدارس مخيم الزعتري، في شمال الأردن، وعزت ذلك إلى "فجوة في التمويل بنقص نسبته (43%) للعام الحالي".
وقالت "يونيسف"، في بيان أصدرته الأربعاء، إن وجود فجوة في التمويل المتوفر لدى المنظمة "اضطرنا لإخطار من يعملون بوظيفة "مساعد معلم" من السوريين في مدارس مخيم الزعتري والبالغ عددهم (509) أشخاص يعملون في (32) مدرسة في المخيم، لعدم توفر التمويل الكافي للوظائف التي يشغلونها ابتداء من الفصل الدراسي المقبل".
وأثار الفصل قلقاً على مصير الأطفال السوريين في مخيم الزعتري الواقع في شمال الأردن، إذ اعتبره بعضهم نوعاً من الضغط على اللاجئين السوريين نحو العودة إلى بلدهم، بصورة تظهر للمجتمع الدولي أنها "عودة طوعية".
واعتبر ناشطون أن الخطوة التي قامت بها "يونيسف" بتسريح العاملين ستتبعها خطوات أكثر حساسية لإجبار اللاجئين على العودة "الطوعية" إلى سورية، بما فيها وقف الدعم للحصص الغذائية والمساعدات المالية، وربما إغلاق المخيم بشكل كامل.
في سياق متصل، قال نائب مدير قسم الإعلام والصحافة في الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، في مؤتمر صحافي عقده الخميس: "تستضيف مدينة سوتشي يومي 30 و31 يوليو (تموز) الجاري الاجتماع الدولي الـ 10 حول سورية في إطار منصة أستانة"، موضحا أن الاجتماع سيشارك فيه نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، بصفتها الدول الضامنة لعملية "أستانة" الخاصة بالإسهام في التسوية السورية، بالإضافة إلى وفدين من النظام والمعارضة السورية، ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن، وقد تم توجيه دعوة مماثلة للولايات المتحدة". كذلك أشار إلى أن "الاجتماع سيركز على الأوضاع الإنسانية في سورية، وعودة اللاجئين إلى بلادهم".
وأرسلت موسكو الأسبوع الماضي اقتراحات مفصلة إلى واشنطن بشأن تنظيم مشترك لعودة اللاجئين إلى سورية، بعد اتفاقات توصل إليها الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، دونالد ترامب، في قمة هلسنكي في وقت سابق هذا الشهر.
وأوضح رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، أن موسكو اقترحت تشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية، واقتراحات محددة للجانب الأميركي لتنظيم العمل على إعادة اللاجئين، مشيراً إلى أن حزمة الاقتراحات تنص على وضع خطة مشتركة لإعادة اللاجئين إلى أماكن معيشتهم السابقة، وفي المقام الأول عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن، وتشكيل مركز روسي أميركي أردني، ومجموعات مماثلة في لبنان.
بدورها، أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة عن استعدادها للتعاون مع روسيا وسورية من أجل حل القضايا المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين إلى قراهم وبلداتهم، وفقاً للمعايير الدولية المتعلقة باللاجئين وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنها أخذت علماً ببيان السلطات السورية والروسية حول إنشاء مركز لمساعدة اللاجئين السوريين العائدين إلى مناطقهم.