لم ينجح الأردن، إلى الآن، في جذب عشرات آلاف السياح الأتراك الذين عوّل على قدومهم بعد فتوى أصدرتها دار الإفتاء التركية في فبراير/شباط الماضي، بحُرمة زيارة مدينة القدس المحتلة، إلا من خلال أراضي المملكة الأردنية.
وتنظم شركات السياحة التركية رحلات حج لبيت المقدس لأكثر من مائة ألف شخص سنويا، لكن أغلب هذه الرحلات تتجه مباشرة إلى إسرائيل عبر مطار "بن غوريون" التابع للاحتلال، وهو ما حرمته الفتوى التركية.
وقال رئيس لجنة السياحة الدينية في جمعية وكلا السياحة والسفر الأردنية، يوسف بكر، إن حكومة بلاده لم تنجح في استقطاب الحجاج الأتراك الراغبين بزيارة القدس عن طريق الأردن.
وأضاف في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، أن "السلطات التركية على ما يبدو تراجعت عن تلك الفتوى، حيث تعاقدت شركات سياحة إسرائيلية مع شركات تركية مؤخرا على نقل 100 ألف سائح تركي لزيارة القدس عن طريق الأراضي المحتلة خلال العام الجاري".
وأوضح أن التعاقد يتضمن نقل هذه الأعداد من إسطنبول مطار بن غوريون والعودة، بأجور تذاكر طيران مخفضة لا تتجاوز 200 يورو (266 دولارا) للشخص الواحد.
وقال بكر إن الأردن لم يتخذ إجراءات تحفز السياح الأتراك للمرور بالأردن في طريقهم إلى بيت المقدس، مشيرا إلى أن أسعار تذاكر الطيران من إسطنبول إلى عمان مرتفعة مقارنة بالإسرائيلية، حيث تتجاوز 350 يورو (396 دولارا).
من جانبه، قال رئيس لجنة السياحة في مجلس النواب الأردن النائب منير زوايدة، في تصريح خاص لـ "العربي الجديد"، إن اللجنة تتواصل مع الحكومة لضرورة العمل على استقطاب السياحة الدينية التركية وتوفير الحوافز لهم.
وأضاف أن أجور تذاكر الطيران مرتفعة، ولم يتم تخفيضها في الوقت الذي استغلت فيه إسرائيل الفرصة ونجحت في استقطاب السياح الأتراك، رغم صدور فتوى تركية بتحريم زيارة القدس عن طريق إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور قد أشار خلال لقائه جمعية وكلا السياحة الأردنية قبل أيام، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية لتصبح زيارة القدس جزءا من رحلة الحج للعديد من الحجاج من دول إسلامية، الأمر الذي من شأنه دعم القدس وأهلها.
من جانب آخر، قال رئيس لجنة السياحة النيابية إن الحكومة نجحت في زيادة أعداد السياح العرب للأردن خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحوالى 40% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وأوضح يوسف بكر، أن الأردن شهد حركة سياحة عربية نشطة في أخر ثلاثة أشهر، وخاصة من السياحة الخليجية بفعل إغلاق أغلب الوجهات السياحية الإقليمية بسبب الاضطرابات التي تعانيها، فيما لم تسجل أعداد السياح الوافدين للأردن من خارج المنطقة العربية، زيادة تذكر بسبب الاضطرابات.
وقال إن الحكومة رفعت مخصصات الترويج السياحي من حوالى 10 إلى 32 مليون دولار سنويا، ضمن مساعي جذب شريحة أكبر من السياح الأجانب.
اقرأ أيضاً: اضطرابات المنطقة تضرب السياحة الأردنيّة