الأردن: هيكلة الديوان الملكي لمواجهة التحديات الداخلية و"صفقة القرن"

23 ابريل 2019
التغييرات تهدف لمواجهة الشائعات المهددة للأمن الداخلي(أحمد عبدو/فرانس برس)
+ الخط -

كشف بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الديوان، يوسف العيسوي، قبل استقالة عدد من كبار موظفي الديوان، وذلك في إطار ما وصفه بإعادة الهيكلة لمواجهة مجموعة من التحديات الداخلية، وكذلك "صفقة القرن" التي تستعد الإدارة الأميركية للإعلان عنها لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفقد عدد من المديرين مواقعهم في ظل إعادة الهيكلة، التي شملت إلغاء منصب مدير مكتب الملك الذي كان يشغله منار الدباس، الذي أصبح مستشاراً خاصاً، إضافة إلى مدير الدائرة الاقتصادية محمد العسعس، الذي أصبح بدون مهام واضحة. وتم تعين السفير الأردني لدى فرنسا، بشر الخصاونة، مستشاراً خاصاً للملك لشؤون الاتصال والتنسيق، بينما تمت تسمية كمال ناصر مستشاراً لشؤون السياسات والإعلام.

ويتضح أن التعيينات والتغييرات الجديدة ركّزت على جذب أصحاب الخبرات في المجالين القانوني والإعلامي. ويأتي التركيز على الجانب الإعلامي في مواجهة الحملات الإعلامية والشائعات التي تستهدف الموقف الأردني في مواجهة "صفقة القرن"، بالإضافة إلى بعض الأخبار والمعلومات التي تمس أشخاصاً مقربين من الملك، وأمراء الأسرة الحاكمة، وتهدد الأمن الداخلي.

أما اجتذاب الخبرات القانونية فمن الواضح أنه يأتي تحسباً لمواجهة "صفقة القرن"، والتي ينتظر الإعلان عنها قريباً، فقد قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، إن "صفقة القرن ستعلن بعد شهر رمضان".

ويعتقد الكاتب السياسي والمحلل، أنيس خصاونة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه الهيكلة تهدف إلى تخفيض العدد الكبير من العاملين في الديوان، بالإضافة إلى محاولة ضخ دماء جديدة في الديوان الملكي، خاصة من ذوي الخلفية القانونية.

وأوضح أن ذلك مرتبط بالوضع السياسي في المنطقة، وحماية حقوق الأردن التي من الممكن أن تمسها "صفقة القرن"، مضيفاً "نحن لسنا بحاجة إلى كل هذا العدد الضخم من العاملين في الديوان". وأشار إلى أن ميزانية الديوان الكبيرة تُرهق ميزانية الدولة، وتوضح النفوذ الواسع للعاملين في الديوان، على جميع القطاعات الأخرى، معتبراً هذا الأمر مؤشراً سلبياً.

وتابع قائلاً "أما بالنسبة للأدوار التي ينهض بها الديوان في مجالات المعالجات الطبية، وسكن الفقراء والمنح الدراسية والبعثات وغيرها من أمور فإن هناك وزارات ودوائر مناطاً بها ممارسة هذه الأدوار وينبغي أن يتم نقل كل هذه المهام من الديوان إلى الوزارات المعنية".

وأوضح الخصاونة أن "الديوان الملكي والذي يحظى باحترام الناس، مهمته الأساسية أقرب إلى إدارة العلاقات العامة، ومن أهم أدواره تنظيم زيارات الملك، والإعداد لها، وترتيب الاجتماعات، ونقل الصورة الإعلامية التي تتناولها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى الملك، وتحليل هذه المعطيات".

وفي العادة يلعب الديوان الملكي دوراً كبيراً في مجريات السياسة الأردنية الداخلية والخارجية، وهو يشكل قطب الرحى في تشكيل الحكومات واتخاذ القرارات التنموية والتعيينات القيادية في الدولة، فضلاً عن الدور المحوري للملك في تسيير شؤون القوات المسلحة.

وشكّل الديوان الملكي الهاشمي، المعروف تاريخياً باسم "المقرّ"، حلقة الوصل بين الملك ومؤسسات الدولة والمواطنين، وهو الجهة الرسمية التي تشرف على إعداد وتنفيذ نشاطات الملك المحلية والخارجية، وتنفيذ ومتابعة المبادرات الملَكية المختلفة السياسية والاقتصادية والتنموية.

ويتم تقديم موازنة الديوان الملَكي الهاشمي كجزء من موازنة الدولة إلى مجلس الأمة، حيث تناقشها لجانُه المالية، وتُقرّهما اللجنتان الماليتان في مجلسَي النواب والأعيان وفق الإجراءات الدستورية.

ويسعى الديوان الملكي وأذرعه الإعلامية خلال الفترة المقبلة إلى السيطرة والحد من الأخبار التي تمسّ الأمن الداخلي ومنها الأخبار التي تم تداولها على مواقع التواصل خلال الأسبوع الأخير، حول وجود "مخطط خطير" كان يهدف إلى زعزعة الاستقرار، عبر الترويج لشخصية معروفة قريبة من الملك عبد الله الثاني؛ بهدف استمالة الرأي العام وتأجيج الشارع.

المساهمون