Samar Nassar
17 اغسطس 2020
+ الخط -

شكّل وجود امرأة في منصب هام مثل الأمين العام لاتحاد كرة القدم الأردني مفاجأة من العيار الثقيل، خاصة أنه جاء في وقت حساس للغاية على اللعبة في البلاد.

وتسعى سمر نصار، التي عُرفت رياضياً منذ صغرها، إلى بناء حقبة جديدة للكرة الأردنية، وحلّت المرأة الأردنية القوية ضيفة على موقع "العربي الجديد"، للحديث عن العديد من المحاور الهامة، فكان هذا اللقاء.

في فبراير الماضي عُيِّنتِ في منصب الأمين العام لاتحاد كرة القدم الأردني. أصبحتِ أول امرأة تقود أكبر وأهمّ اتحاد رياضي في الأردن... ما رأيك في هذه المهمة الجديدة؟

في البداية، أود أن أشكر ثقة الهيئة التنفيذية للاتحاد برئاسة الأمير علي بن الحسين، التي تضاعف حجم المسؤولية. بلا شك، هو تكليف محاط بالعديد من التحديات التي تشكل دافعاً رئيسياً للمضيّ قدماً نحو تذليل مختلف المعوقات والصعوبات التي تواجه كرة القدم الأردنية، خاصة أن تسلمي المنصب كأول سيدة أردنية، يفرض مزيداً من العمل والجهد الدؤوب، لتأكيد قدرة المرأة على تبوّء المواقع الريادية على مستوى الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص.

لنعرّج قليلاً على مسيرتك الرياضية، وخاصة في عالم السباحة. هل يمكن تعريف قرائنا بأهم إنجازاتك؟

بدأ مشواري الرياضي منذ الطفولة، عبر رياضة السباحة، ومثلت المنتخب الوطني لـ18 سنة كانت حافلة بالنجاحات على المستوى المحلي والعربي والدولي، خاصة مع مشاركتي في دورة الألعاب الأولمبية مرتين، في سيدني 2000، وأثينا 2004.

بعد الاعتزال أصبحت عضواً في مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأردنية، وأطلقت العديد من برامج الإعداد الأولمبي، خاصة في رياضة السباحة.

تعيني جاء لتأكيد قدرة المرأة على تبوأ المواقع الريادية الرياضية وخاصة كرة القدم

 

كيف كانت مهمتك في قيادة لجنة منظمة لكأس العالم؟ نتحدث عن مونديال الشابات الذي استضافه الأردن عام 2016

شكلت البطولة تحدياً كبيراً، خاصة أن الأردن كان صاحب الريادة في المنطقة الذي يتصدى لاستضافة هذا الحدث الرياضي البارز على مستوى كرة القدم النسوية، في إطار سلسلة من الأهداف والتطلعات الرئيسية.

ارتكزت مساعي اللجنة المنظمة للبطولة، على امتداد فترة الإعداد لاستضافة المسابقة، على أهمية احتضان الحدث الدولي، سعياً إلى تطوير الكرة النسوية في المنطقة، والمضيّ قدماً  نحو تغيير الصورة النمطية حول النساء وممارسة الرياضة، وترسيخ تمكين المرأة في المجتمع.

تركت البطولة إرثاً غنياً في البنية التحتية الرياضية في الأردن، وأهّلت العديد من الكوادر النسائية المتخصصة في الإدارة الرياضية والتنظيم، وكانت واحدة من أبرز النقاط المشرقة في مسيرتي الرياضية على المستوى الإداري، خاصة بعد نجاح البطولة بشكل لافت وبشهادة الاتحاد الدولي "فيفا".

عملك في اتحاد الكرة مهمة كبيرة تزامنت مع ظروف تاريخية صعبة للكرة الأردنية. أزمات مالية وأندية تريد مستحقاتها. ما الحلول التي وضعها الاتحاد لحلّ هذه الأزمات؟

رغم تسارع الظروف الاستثنائية التي تحيط بالكرة الأردنية، وخاصة بعد جائحة كورونا التي ألحقت بكرة القدم حول العالم أضراراً غير مسبوقة على المستوى الفني والمادي والإداري، مع توقف مصادر الدعم والرعاية، إلا أننا نواصل العمل بشكل مضاعف لمواجهة التحديات والمضيّ قدماً نحو المزيد من النجاحات.

لدينا العديد من الأولويات الرئيسية في المرحلة القادمة، وفي مقدمتها ملف التسويق المتعلق بزيادة الإيرادات، إلى جانب الحكام، والاستمرار في التطوير المؤسسي الشمولي، مروراً برفع مستوى تنظيم البطولات وقطاع الفئات العمرية والكرة النسوية، وتخفيف الأعباء المالية ومعاناة الأندية وأركان اللعبة كافة.

في المقابل، فأنا أنحاز دائماً إلى المشاريع والمبادرات لتطوير اللعبة وصقل المواهب والارتقاء بمختلف الجوانب التي تدفع عجلة كرة القدم الأردنية إلى الأمام، ما يضاعف من حجم التحديات، وسط تطلعات وآفاق متسعة وطموحة.

وضعنا الحلول لمختلف التحديات الراهنة، بعد سلسلة من الاجتماعات والعمل المشترك مع مختلف أركان اللعبة، وينتظر أن نلمس الأثر والتغيير تدريجاً في المواسم القادمة.

 

 

سبق أن أصدر الاتحاد إرشادات خاصة بعقود اللاعبين مع الأندية، وهو أمر يقال إنه مخالف لتعليمات "فيفا"... ما ردّكم بشأن هذا؟

أصدر الفيفا أخيراً إرشادات بخصوص أسس التعامل الخاصة بتعاقدات الأندية مع اللاعبين والمدربين، في ظل جائحة كورونا، استكمالاً لسلسلة من الإرشادات والتعليمات الصادرة على امتداد الفترة الماضية، التي تبعها الاتحاد الأردني منذ منتصف مايو الماضي، بإقرار حزمة من الإرشادات عبر لجنة أوضاع اللاعبين محلياً، ونالت الموافقة الخطية من الاتحاد الدولي، والإشادة على المبادرة بإصدار التعليمات، كنموذج يُحتذى عن منطقة غرب آسيا.

كورونا ألحق بكرة القدم أضرار غير مسبوقة وهدفنا تخفيف الأعباء على الأندية

قرار استئناف الدوري رغم الأزمات وصفه كثيرون بمفاجئة سارة، فما تعليقكم على ذلك؟

وضع الاتحاد الأردني الجانب الفني كأولوية رئيسية، جنباً إلى جنب مع سلامة أركان اللعبة. وانطلاقاً من هذه الرؤية، اتخذت الهيئة التنفيذية قرار استئناف الموسم، بعد سماح الجهات الرسمية بعودة النشاط الرياضي، تماشياً مع رغبة الجماهير وأركان اللعبة، وبالرغم من الأعباء الكبيرة المنتظرة، خاصة مع وضع بروتوكول صحي يتضمن إجراءات وتدابير مشددة تعزز مساعي حماية أركان اللعبة كافة.

في الجانب الفني، ينعكس قرار استئناف الموسم إيجاباًً على المنتخبات الوطنية، وخاصة "النشامى" الذي يستعد لاستكمال مشواره في تصفيات كأس العالم 2022 في قطر، إلى جانب إعادة الحياة إلى ملاعب كرة القدم الأردنية، وأنديتها ولاعبيها ومدربيها، الذين تُعَدّ اللعبة مهنتهم الأساسية ومصدر دخلهم وإعالة أسرهم.

المساهمون