كشفت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 الذي قامت به جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، أن النساء المتزوجات في الأردن يملن إلى عدم إجراء الفحوصات المتعلقة بسرطان الثدي، على الرغم من حملات التوعية التي تنفذ سنوياً.
ووفقاً لتقرير الجمعية الصادر اليوم الخميس، فإن 79 في المائة من النساء المتزوجات في الأردن لم يقمن بأي فحوصات تتعلق بسرطان الثدي خلال عام كامل، على الرغم من انتشار سرطان الثدي بينهن، إذ تشير آخر الأرقام إلى أن سرطان الثدي يشكل حوالي 39 في المائة، من مجمل حالات السرطان بين الإناث في الأردن لعام 2015.
وبحسب تضامن، فإن العمر والمستويين التعليمي والاقتصادي مؤثرات مباشرة على النساء المتزوجات من حيث القيام بالفحوصات من عدمه، حيث إن 3 في المائة فقط من النساء المتزوجات واللاتي أعمارهن 15-19 عاماً قمن بالفحوصات الذاتية أو لدى المختصين مقابل 27 في المائة من النساء المتزوجات اللاتي أعمارهن 45-49 عاماً.
ومن حيث المستوى التعليمي، فإن 8 في المائة من النساء المتزوجات الأميات قمن بالفحوصات الذاتية أو لدى المختصين مقابل 26 في المائة من النساء المتزوجات اللاتي مستواهن التعليمي أعلى من الثانوي، و14 في المائة من النساء المتزوجات الفقيرات أجرين الفحوصات مقابل 31 في المائة من النساء المتزوجات الغنيات.
وتضيف "تضامن"، أن نصف النساء المتزوجات بررن عدم أخذهن صورة ماموغرام بعدم وجود دواعٍ لذلك، و24 في المائة بررن ذلك بأنهن غير مريضات، و15 في المائة أجبن بعدم وجود أعراض، 5 في المائة أكدن أن الخوف من النتيجة هو المانع من عدم أخذهن لصورة ماموغرام.
وتضمن تقرير "تضامن" بعض الأمثلة السلبية لعدم القيام بالفحص حول المرض، وتقول خديجة (اسم مستعار) إن حملات التوعية بسرطان الثدي في الأردن خلال السنوات الماضية لم تكن كافية لدرجة تمكنها من الذهاب طواعية لإجراء الفحص الروتيني، بل أكثر من ذلك كانت تتفادى النظر إلى الإعلانات في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت تغير المحطات الإذاعية والتلفزيونية عند ظهور أية إعلانات توعية بسرطان الثدي، إلا أنها ندمت على ذلك لاحقاً.
وتضيف خديجة أن الخوف فقط منعها من الذهاب لإجراء الفحص خاصة أنها تجاوزت الـ 40 من عمرها، لكن للأسف الخوف لم يوفر لها الحماية من المرض، ولم يكن كافياً لإبعاده عنها، على الرغم من التأكيدات الطبية بأن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يرفع من احتمالية الشفاء لتصل إلى 99 في المائة.
ووفق التقرير، فقد ذهبت خديجة مضطرة لإجراء الفحص بعد أن تبين لها وجود تغيرات في الثدي، ولشدة خوفها راجعت في البداية طبيبة جلدية إلا أن الطبيبة طالبتها بفحص الثدي في مركز الحسين للسرطان، الفحص الذي أكد إصابتها بسرطان الثدي ولكن في مرحلة متوسطة أضعفت من فرص الشفاء لتنخفض إلى 70 في المائة بعدما كان بإمكانها لو تغلبت على خوفها أن تواجهه وتشفى منه بنسبة تقارب 90 في المائة.
وتقول "تضامن"، إن تجربة خديجة التي انتصرت أخيراً على المرض بعد رحلة علاج استمرت أكثر من عام تعيد إلى الأذهان مرة أخرى أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي كونه الأكثر انتشاراً بين النساء، لكنه في ذات الوقت الأكثر قابلية للشفاء حال اكتشافه مبكراً.
وأظهر التقرير الصادر عن السجل الوطني للسرطان حمل عنوان "وبائية السرطان لعام 2015" (وهو آخر تقرير منشور)، تسجيل 8400 إصابة جديدة بمرض السرطان بين سكان الأردن، وشكل الأردنيون والأردنيات ما نسبته 44 في المائة من الحالات، في حين شكلت حالات غير الأردنيين 44 في المائة.