واتخذ عم مصطفى (1939) من "مقهى نجيب السواح" في شارع محمد علي مقرًا له، علماً أن مرحلة التعلم احتاجت منه عشر سنوات، طاف فيها الموالد المختلفة، وتدرّب على يد هؤلاء اللاعبين، وتعلّم صنع الأمانة وحفظ النمَر المختلفة.
وأشار عم مصطفى إلى أنه رافق في مشواره الفني عدداً من اللاعبين، منهم سعد شيكو ومحمود ألف صنف، والفسخاني، وفلفل، ومحمد كريمة، وكان بين هؤلاء الفنانين من يتقن فني خيال الظل والأراجوز.
وأفاد لـ"العربي الجديد" بأنه فوجئ ببروفيسور المسرح في جامعة حلوان، نبيل بهجت، عندما أخبره بأن الأراجوز يواجه الانقراض قريباً طالما أنه ليس له مكان محدد لتدوم عروضه، موضحاً أن بهجت عرض عليه تكوين فرقة والانضمام لها تضم فن خيال الظل والأراجوز،
بغرض إحيائهما، في محاولة لخلق مسرح يعتمد على العناصر الشعبية العربية كأدوات أساسية تشكل لغته، ما أدّى إلى تأسيس فرقة "ومضة"، وإقامة العديد من الورش داخل وخارج مصر لتعليم الشباب هذا النوع الخاص من الفنون الشعبية.
وأوضح أحد أعضاء الفرقة أن بهجت أسس "ومضة" عام 2013، للحفاظ على التراث الشعبي المصري، مشيراً إلى أنه حاليا تقام ورشة أسبوعية كل يوم جمعة، في "مركز إبداع بيت السحيمي" التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، بعرض للأراجوز وخيال الظل، وتعد من أولى الورش في هذا المجال.
وأكد أن "ومضة" استطاعت توثيق الفن وخلق جيل جيد له وربطه بالسوق والاقتصاد، من خلال تقديم 24 عرضاً مسرحياً مختلفاً، ودعا إلى ضرورة الاعتراف محلياً وعربياً ودولياً بهذه الفنون، والحفاظ على فناني الأراجوز ككنوز بشرية.
يعتمد فن الأراجوز في الأساس على الدمى، من خلال وسيط محدد هو الفنان الذي يحركها من خلف "البرفان" من دون أن يراه أحد من الجمهور، حيث تعتبر الدمى بالنسبة للجمهور هي أبطال وشخصيات لهذه الأدوار، وأشهر هذه الدمى عروسة الأرجواز.