الأخطاء الإخراجيَّة.. هفوات برزت في مسلسلات رمضان الفائت

20 مايو 2016
باب الحارة (LBCI)
+ الخط -
لم تسلم المسلسلات الرمضانية العام الماضي من الأخطاء الإخراجية التي سلّطت المواقع الإلكترونية الضوء عليها، وكان لموقع "العربي الجديد" الدور الأبرز في ذلك. وكان اللافت، أن الأخطاء والهفوات الإخراجية، حصلت في المسلسلات التي ضمت نجوماً من الصف الأول، والتي احتلّت المراتب الأولى من حيث نسب المشاهدة، ما وضعها تحت مرصاد آلاف المشاهدين. وانقسم المتابعون في تقييم هذه الأخطاء، فمنهم من يراها عاديّة بسبب الضغط والسرعة، ومنهم من يراها نتيجة الإهمال ووصفوها بأنها أخطاء لا تغتفر. 

ومن أبرز المسلسلات التي وقعت في الأخطاء الإخراجية كان "تشيللو"، إذ بدأت الأخطاء مع انطلاق الحلقات الأولى منه، أبرزها، ظهور زميل البطل الأساسي (يوسف الخال)، وهو شاب سوري الجنسية يعمل محاميا في مصرف لبناني. مع العلم أنه مشهد غير مألوف في لبنان، إذ إنه يستحيل وجود موظفين سوريين في المصارف اللبنانية.

أيضاً، انتشر فيديو مرفق بصور للممثل الكوميدي، ناصر القصبي، في إحدى حلقات مسلسل "سيلفي"، الذي أثار جدلاً واسعاً منذ انطلاقه، وهو يتحدث عبر هاتفه الخليوي "آيفون 6"، ماسكاً الهاتف بطريقة عكسية.
فيما علّق متابعو مسلسل "مريم"، على مشهد النجمة، هيفا وهبي، لحظة خروجها من المستشفى، بعد أن تعرّضت للضرب المبرح في الشارع دون ظهور أي كدمات على وجهها، وبقيت تسريحة شعرها على حالها.


أمّا مسلسل "باب الحارة"، فكانت له الحصة الأوفر من ردود الفعل العام الماضي، وذلك بعد ظهور الممثل محمد الشماط "أبو مرزوق" في الحلقة السادسة في عزاء "نادية" على الرغم من اختفائه في الجزء السابق. كما ظهر أبو عصام في الحلقة الثالثة والعشرين مرتدياً سروال جينز تحت جلابيته!، وذلك خلال المعركة بين أهالي "حارة الضبع" وشباب "حارة اليهود". من جهتها، قررت الممثلة السورية، إمارات رزق، أن تجسّد حقبة الاحتلال الفرنسي لسورية، في مسلسل "طوق البنات" وهي تحمل في يدها حقيبة من ماركة "tory burch". وبالطبع هذه الماركة لم تكن موجودة في تلك الحقبة الزمنيّة. في مسلسل "24 قيراط"، تداول عدد من الناشطين صورة الممثل اللبناني، باسم مغنية، وهو يتكلم على الهاتف المحمول في أحد المشاهد، ممسكاً هاتفه بطريقة عكسية أيضاً. وعن تحمل مسؤولية الخطأ الإخراجي، يقول الممثل، باسم مغنية، في حديث مع "العربي الجديد" إن "الخطأ والهفوات الإخراجية يتحمل مسؤوليتها الممثل والطاقم الإخراجي، فالمخرج يهتم بالكادر والتفاصيل التمثيلية كالتعبير والوجه والحركات"، مضيفاً: "والخطأ الذي حصل ضمن المسلسل لا يمكن التقاطه بالعين المجردة لأنه مشهدٌ بعيد، فـ "الآيفون" عندما تكون شاشته مقفلة، لا يمكن أن تميّز شاشته من خلفيته، لكن ذلك لا يُعتبَر خطأ كبيرًا".
وعن رواد مواقع التواصل، الذين أصبحوا بمثابة مراقبين لكل تفصيل في المسلسلات، يختتم باسم بالقول: "الملاحظات التي تأتينا من رواد مواقع التواصل يشاهدها الملايين من الناس، وهذا الأمر ينفعنا لنُحسِّن من أدائنا إن كان النقد مُقنعاً، ويشعرنا بالمسؤوليَّة تجاههم لنحسِّن من نوعيَّة الإخراج والتمثيل".

أما الناقِد الفنّي، جمال فياض، فيرى أنَّ المسؤول الأَّول عن أيّ خطأ إخراجي هو المخرج. ويقول في حديث مع "العربي الجديد" إن "المخرِج هو القائد الأوَّل لأي عمل، إذ يضعُ المنتج بين يديه ملايين الدولارات، ليختار فريق عمل ذا كفاءة عالية، والعمل الدرامي هو بمثابة عمليّة عسكريّة قائدها المخرج، وعندما نشهد خطأ في أي دولة يتحمل مسؤولية هذا الخطأ رئيس الدولة الذي يُعتبَر رأس الهرم". وعن أسباب هذه الأخطاء، يضيف فياض: "هذه الأخطاء كنا نشهدها في العديد من الأفلام السينمائية الأميركية، لكن اليوم بوجود الأدوات التكنولوجية الحديثة، التي تتيح للمخرج رؤية المشهد في لحظته، لم يعد مسموحاً لهذه الأخطاء بأن تمر مرور الكرام أو من دون محاسبة.

كما أن التأخر في الإنتاج، هو من الأسباب الرئيسية لمرور تلك الأخطاء، فبعض المنتجين يبدؤون التصوير قبل أسابيع من رمضان، وعليهم أن يسلموا عشر حلقات بسرعة. فيضطر المخرج إلى التعاون مع مخرج مساعد، فيسلمه مشاهد تمثيلية لا يدقّقها من المخرج الرئيسي، وهذا أكبر خطأ ترتكبه الدراما العربية منذ 50 سنة إلى اليوم، وهو التأخر في التصوير".

ويضيف "هذا ما حصل مع "فوازير شريهان"، التي كان القيمون عليها يسلّمونها للتقنيين قبل عشر دقائق من بثّها على الهواء، ومسلسل "أخوة التراب"، الذي كانت تأتي حلقاته من الشام إلى بيروت قبل نصف ساعة من البث، فيما اضطر القيمون عليه إلى الاختصار من الحلقات إلى 25 حلقة بدلاً من 30 حلقة".

أما عن الضغط الذي يمارسه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيشرح فياض "لا أثقُ كثيراً بالضغط والنقد، الذي يمارسه هواة مواقع التواصل الاجتماعي. ففي بعض الأحيان، قد يكون موجهاً من ممثل أو مخرج أو منتج ليحاربوا زملاءهم في الجبهة الأخرى، وهذا الأمر يفقدهم المصداقية والموضوعية". ويضيف: "الناقد الفني المتخصص، ينظرُ إلى أصول العمل وتركيبته، لا إلى حمل الهاتف بشكل معاكس".

ويختُم فياض بالقول: "من يشكل الضغط الفعال والحقيقي على منتجي أو مخرجي الدراما، هم النقاد المحترفون الذين ينتقدون بطريقة علميّة ومدروسة وصحيحة، فحينها يدرك المخرج أن عمله أجمع عليه النقاد، وهذا يؤثّر على أعماله اللاحقة وسمعته، وعلى المحطة التي تبث العمل".
المساهمون