الأتربة تخنق السوريّين في الداخل وفي بلدان اللجوء

09 سبتمبر 2015
تسبّبت الأتربة في سوء الرؤية (الأناضول)
+ الخط -

كأنما النازحون في الداخل السوري واللاجئون السوريون في الأردن ولبنان، بحاجة إلى عاصفة رمليّة تزيد من معاناتهم.
في مخيّم الزعتري للاجئين في الأردن، استقبل مركز هيئة الإغاثة الطبية عشرات حالات الاختناق، من دون أن تصدر أي حصيلة رسمية لعدد المصابين. وأكثر هؤلاء المتضررين، هم أطفال يعانون خصوصاً من مشكلات في الجهاز التنفسي. يأتي ذلك وسط انتشار كثيف للغبار يترافق مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة قارب 45 درجة مئوية، بالإضافة إلى سوء في الخدمات التي يحصلون عليها في الأساس، لا سيّما الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.

وفي سورية، لا تقلّ معاناة السوريين عموماً والنازحين خصوصاً عن معاناة اللاجئين خارج البلاد. هذه العاصفة تضرب المناطق السورية وسط تقنين قاس في التيار الكهربائي، يصل أحياناً إلى أكثر من 20 ساعة يومياً، وشحّ في المياه. يُضاف إلى ذلك الحصار الذي يمنع عن المواطنين في العاصمة السورية دمشق وريفها وحمص وريفها، أبسط احتياجاتهم الغذائية والطبية.

تشير مصادر محلية من جنوب دمشق المحاصر "العربي الجديد"، بأن "العاصفة تسببت في حالات اختناق عديدة تمّ إسعافها في نقاط طبية تعاني من عدم توفّر مستلزمات العلاج، بالإضافة إلى حالات التهاب في العيون". وقد تسبّبت الأتربة التي حملتها العاصفة، في سوء الرؤية. وذكرت تقارير إعلامية أن عدد المصابين بحالات اختناق والمسجلين في مستشفيات العاصمة، تجاوز حتى ظهيرة أمس الثلاثاء ألفَي حالة، من دون ورود أنباء عن وفيات.

وبالرغم من أن العاصفة فاقمت معاناة النازحين واللاجئين، إلا أنها حالت دون قصف معظم المناطق السورية، من قبل الطيران. وقد هدأت الجبهات، باستثناء جبهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حمص الشرقي، الذي استغل العاصفة ليسيطر على مناطق واسعة في حقل جزل النفطي ومحيطه.

إلى ذلك، شاع استخدام الكمامات، في محاولة للتخفيف من الأضرار على الجهاز التنفسي. وانتشر سريعاً الباعة المتجولون في أسواق دمشق، وراحوا يعرضونها بأسعار مضاعفة عما هي في الصيدليات. يُذكر أن وزارة الصحة حذّرت الأطفال والمسنّين من الخروج في هذه الظروف المناخية.
وللحدّ من تأثيرات العواصف الرملية، ثمّة إرشادات وتوصيات في حال اضطر المرء إلى الخروج، تقول بضرورة وضع كمامات طبية أو منديل مبلل بالماء، بالإضافة إلى نظارات لحماية العيون. وفي السيارة، لا بدّ من التحرّك بسرعة منخفضة وإضاءة المصابيح وإغلاق جميع النوافذ بإحكام. وفي حال تعذّرت الرؤية، يجب التوقف.

اقرأ أيضاً: عاصفة رملية تضرب سورية ولبنان