الآذان يعود لمسجد الفتح بالقاهرة بعد إغلاقه 14 شهراً

21 أكتوبر 2014
عناصر الشرطة داخل المسجد بعد اقتحامه (أرشيف- فرانس برس)
+ الخط -
أعادت الحكومة المصرية، مساء يوم أمس الاثنين، بشكل مفاجئ، فتح "مسجد الفتح"، أحد أكبر مساجد وسط العاصمة القاهرة، بعد إغلاقه نحو 14 شهراً منذ فض قوات الأمن اعتصاماً لمؤيدي الرئيس المعزول، محمد مرسي، به في أغسطس/آب 2013.

وقال وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، الشيخ سيد عبود، إن "افتتاح المسجد جاء بعد انتهاء الترميمات والتجهيزات الخاصة به".

وقبل إعادة فتحه، لم يرد في وسائل الإعلام المصرية أي أخبار مسبقة عن اعتزام الوزارة الإقدام على هذه الخطوة الاثنين.

وأوضح عبود أن "إعادة فتح المسجد تم في صلاة العشاء يوم الاثنين، وشارك فيه مسؤولون في وزارة الأوقاف وعدد من المصلين".

وفي يوم 16 أغسطس/آب 2013، تظاهر أنصار مرسي في ميدان رمسيس وسط القاهرة ضد عزل الرئيس المنتخب بواسطة الجيش، واحتموا بالمسجد إثر اشتباكات بين قوات الأمن وبينهم بعد يومين من فض قوات الأمن اعتصامين في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" ما أسقط مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية.

واعتصم مؤيدون لمرسي في المسجد حتى يوم 17 أغسطس/آب 2013، عندما أخرجتهم قوات الأمن بالقوة، واعتقلت عدداً منهم، وأغلقت المسجد منذ ذلك اليوم، معلنة خضوعه لعملية ترميم موسعة.

وبشأن احتمال عودة مظاهرات أنصار مرسي قرب المسجد، قال وكيل وزارة الأوقاف إن "الوزارة لا تخشي أحداً، والمساجد كلها تحت السيطرة الكاملة على مستوى الجمهورية".

وتحفظ عبود عن الإجابة عن سؤال عن إمكانية افتتاح مسجد رابعة العدوية (شرقي القاهرة) المغلق منذ فض اعتصام أنصار لمرسي به يوم 14 أغسطس/آب 2013، مكتفيّاً بالقول إن "هذا القرار يحدده وزير الأوقاف وقيادات الوزارة".

وكان النائب العام المصري، هشام بركات، أمر بإحالة 494 متهماً إلى محكمة الجنايات في "أحداث مسجد الفتح" وقسم شرطة الأزبكية في ميدان رمسيس، خلال أغسطس/آب 2013؛ بتهمة "ارتكابهم أحداث عنف وقتل واعتداء على قوات الشرطة، وإضرام النيران في المنشآت والممتلكات، راح ضحيتها 210 قتلى، بحسب قرار الإحالة.

وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، حددت محكمة استئناف القاهرة الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل موعداً لأولى جلسات محاكمة المتهمين في تلك القضية.

وعزل الجيش المصري، بمشاركة قوى دينية وسياسية وشعبية، الرئيس الأسبق، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، يوم 3 يوليو/تموز 2013، بعد عام واحد من حكمه للبلاد، عقب احتجاجات شعبية ضده.

وهي الخطوة التي يعتبرها أنصار مرسي "انقلاباً عسكريّاً"، ويتظاهرون بوتيرة شبه يومية لرفضه، فيما يراها معارضون للرئيس الأسبق "ثورة شعبية".

ويحكم مصر حاليّاً عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيراً للدفاع في عهد مرسي ثم تولى الرئاسة يوم 8 يونيو/حزيران الماضي إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية منذ عزل مرسي، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.