عانى السباح الأميركي الأسطوري مايكل فيلبس، الأكثر تتويجا بميداليات في تاريخ الأولمبياد، من اكتئاب حاد بعد دورة لندن 2012، ليقع ضحية لإدمان الكحول وفكر في الانتحار، قبل أن ينتفض ويعود أكثر قوة في ريو 2016 ليفوز بكل شيء.
لكن "اكتئاب ما بعد الأولمبياد" حالة معروفة بين أطباء علم النفس تصيب الرياضيين، سواء من فازوا بميداليات أو فشلوا في ذلك.
ويبلغ الرياضي قمة الاستعداد الذهني في الأولمبياد بعد أربع سنوات من الجهد الشاق والتدريب المكثف وتُسلط عليه الأضواء من جميع أنحاء العالم، لكن بعد أيام معدودة من انتهاء المنافسات قد يصبه الاكتئاب، لاختفاء الاهتمام الإعلامي وغياب الحافز والابتعاد عن التدريب.
ويقول ستيفن أنجرليدر، الطبيب النفسي في اللجنة الأولمبية الأميركية لصحيفة "واشنطن بوست": "نرى الكثير من الرياضيين في حالة صدمة بعد العودة إلى منازلهم بعد الأولمبياد. يشعرون بأنهم سقطوا من القمة واختفى الاهتمام بهم وابتعدوا عن المنافسات والمدربين. هذه فترة تحول صعبة"، ويضيف الطبيب سكوت جولدمان "الأولمبياد مرهقة نفسيا وبدنيا ويعاني بعدها الرياضيون".
ومن بين الدلائل على هذه الحالة ما حدث للسباحة الأميركية، اليسون شميت، التي فازت بخمس ميداليات في لندن 2012، وقالت عن معاناتها النفسية بعد الأولمبياد "عندما كنت أستيقظ من نومي صباحا كنت أفكر فقط في النوم مجددا. لم أطق الحياة".
لذلك يحتاج الرياضيون إلى تأهيل نفسي، لاستعادة الحماس وتحمل المزيد من الضغط لأجل المنافسة في الأولمبياد المقبلة بعد أربع سنوات.
واعتزل فيلبس في 2012 قبل أن يعود للتنافس في 2014. وخلال هذين العامين كان يتعاطى الكحول والماريوانا، واعتقل مرتين بسبب قيادة سيارته في حالة سُكر وقضى شهرا ونصف الشهر في مركز إعادة تأهيل.
وعن هذه التجربة، قال فيلبس "كان المكان مظلما. فكرت في الانتحار". وهو ما فكرت فيه لاعبة الجمباز شون جونسون أيضا بعدما نالت ميدالية فضية في بكين 2008، واعتبرت ذلك فشلا ودخلت في نوبة اكتئاب حادة.
لكن أكثر الحالات المأسوية كانت تخص لاعب كرة الماء الإسباني خيسوس رويان، والذي كان يصنف كأفضل لاعب في العالم، حيث انتحر بالفعل رويان، الفائز بذهبية أولمبياد أتلانتا 1996 بعد مشاركته في دورة أثينا 2004 بسبب اكتئاب حاد.