وتساءل الاقتصادي عماد الدين المصبح عن سبب ترك المصرف المركزي لسعرالليرة يتهاوى إلى أكثر من 650 ليرة مقابل الدولار، ما دام قادراً على التدخل بالقوة التي رأيناها الأسبوع الفائت وبالتالي كسر سعر الدولار واستعادة الليرة أكثر من 40% من قيمتها خلال أيام قليلة.
وبيّن المصبح لـ"العربي الجديد" أن المصرف المركزي السوري هو من رفع الأسعار عبر متوالية تصاعدية لسعر الدولار التدخلي ودولار تمويل الصادرات، فسعّر الشهرالفائت بنحو 620 ليرة سورية للدولار الواحد، قبل أن يتراجع أخيراً بالتسعير وعبر قفزات سعرية كان آخرها 475 ليرة للدولار، مشيراً أن سعر المصرف المركزي كان يفرض السعر على شركات الصرافة التي تلحق بدورها أسعار السوق السوداء، وليس العكس.
وقال المصبح إنه من الخطأ التعامل مع الليرة السورية على أنها ملك للأسد، لأنها عملة وطنية لكل السوريين، بل والمتأذي من تهاوي سعرها هم سوريو الداخل الذين يتقاضون أجورهم بالليرة، داعياً إلى عدم الانجرار وراء اعتماد عملات لدول مجاورة داخل سورية أو استهداف العملة والاقتصاد السوري، لأنهما لن يسقطا الأسد بل سيزيدان من فقر السوريين ويشجعان على التقسيم والفيدرالية، حسب رأي المصبح.
وشهد سعر صرف الليرة السورية تعافياً كبيراً خلال الأيام القليلة السابقة، أوصل سعرها في دمشق لنحو 350 ليرة مقابل الدولار، قبل أن تنخفض اليوم الجمعة لنحو 575 ليرة للدولار، بعد سلسلة تراجعات أوصلت سعر الدولار لنحو 650 ليرة الشهر الفائت.
ويحمّل الاقتصادي السوري عدنان تامر حكومة الأسد تبعات تهاوي سعر الصرف، عبر تهديم بنى الاقتصاد السوري بالبداية والعبث بتسعير العملات الأجنبية لاحقاً.
ويضيف المدير العام السابق بوزارة الصناعة تامر لـ"العربي الجديد" قائلاً: ما الجديد الذي طرأ على الاقتصاد السوري، سواء على صعيد الإنتاج أو التصدير أو الحوالات الخارجية، حتى نرى تحسناً بسعر صرف الليرة بهذه النسب غير القابلة لأي تحليل اقتصادي، مشيراً إلى أن الجديد الوحيد هو استمرار ضخ الدولارعبر جلسات يومية باع خلالها المصرف المركزي أكثر من 600 مليون دولار حتى خلق الخوف بالسوق، بعد أن سحب جزءاً كبيراً من معروض الليرة وحقق التوازن بين العرض والطلب.
وختم تامر بالسؤال عن قدرة المصرف المركزي على استمرار بيع الدولارات وتثبيت سعر صرف الليرة في واقع غياب كل عوامل قوة واستقرار النقد من إنتاج وصادرات واستمرار الحرب، متوقعاً أن ما يجري هو "فورة" سيجني ربحها التجار والمصرف المركزي الذي باع الدولار بأكثر من 600 ليرة ويشتريه اليوم بأسعار منخفضة.
ويرى محللون أن تحسّن سعر صرف الليرة جاء نتيجة تدخّل المصرف المركزي المستمر لنحو شهر وبيع تنظيم الدولة "داعش" المشتقات النفطية بالليرة السورية، ما أدى إلى سحب جزء كبير من العملة المطروحة بالأسواق والمقدرة بنحو 630 مليار ليرة من التداول، متوقعين تراجع سعر صرف الليرة أمام العملات الرئيسية بعد توقف التدخل وضخ ثمن المحاصيل الزراعية بالسوق الشهر الجاري، لأن الاقتصاد السوري المنهار لا يمكن أن يحمي عملته على حد وصفهم.
وكانت الليرة السورية قد بدأت بالتهاوي الشهر الفائت بعد إعلان البنك الدولي عن تراجع الاحتياطي الأجنبي بالمصرف المركزي السوري من 21 مليار دولار عام 2010 إلى نحو 700 مليون دولار، ما خلق خوفاً بالسوق النقدية وتراجعت الثقة كما يقول محللون.