منحى جديد أخدته موقعة اقتحام نقابة الصحافيين المصرية، فبعد ردود الأفعال الغاضبة من معظم الصحف والصحافيين، سواء بإشارات السواد، أو كلمات رنانة كيوم أسود والصحافة تحت الحصار، جاءت صحيفة "الأهرام"، التي تعتبر الصحيفة الرسمية، لتكون افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، رسالةً شديدة اللهجة للنظام والداخلية.
فقد هاجمت الصحيفة وزارة الداخلية بشراسة وقالت: "لقد ارتكبت وزارة الداخلية أخطاء عدة خلال الفترة الماضية، واختتمتها بتصرفها المؤسف في حق الصحافيين والإعلاميين، فهي لن تنجح في مرادها الخبيث بتكميم الأفواه وكبت حريات الرأي والتعبير، التي نص عليها الدستور، الذي لم يقرأه بعد قيادات الأمن، الذين يصدرون للقيادة السياسية تصورا مخادعا بأنهم يحافظون على كيان الدولة وأمنها، وإذا كانوا اليوم يحتلون مناصب قيادية، فما يدريهم بمكانهم غدا".
وتابعت: "أخطأت وزارة الداخلية بكل أجهزتها في اقتحام نقابة الصحافيين، معقل الحرية في مصر، وللأسف في وقت يحتفل فيه الصحافيون بالعيد الماسي لتأسيس نقابتهم الجامعة التي تحوي كل أطياف العمل السياسي والحزبي، فالصحافيون ليسوا إرهابيين كي يقتحم ثلة من رجال الأمن بيتهم العتيق". ثم ذهبت للنبوءة القوية وقالت: "ثمة خطوة متوقعة، وهي إعلان إقالة وزير الداخلية، ردا على هذا العمل البشع الذي أصاب مصر كلها بالغثيان"، ما اعتبره بعض المراقبين، تمهيداً صريحاً لإقالة وزير الداخلية.
ولم تكتفِ الصحيفة بهذا بل تقمصت روح الثورة، وتبنت قضايا المعتقلين والمختفين قسريًا، فقالت: "في وقت تئنّ فيه عائلات كثيرة غاب شبابها وراء جدران السجون بلا قضية، وإنما أيضًا تحت وهم العمل ضد الدولة، ونحن هنا لا نعرف بعد، ما هذه الدولة التي يتحدث عنها الأمن ويدعي أنه يجتهد لتأمينها، وهل أصبحنا وشبابنا أعداء للدولة؟".
وختمت "الأهرام" افتتاحيتها بتهديد صريح للنظام، وتحذير من عواقب تصرفات الداخلية: "لقد علمتنا التجارب التي لم تدركها أجهزة الأمن للأسف، أن الشعب هو الذي يختار مصيره بإرادته وليس القيادات، وإذا هبّ هذا الشعب لنيل حريته لا يوقفه أحد ولا أعتى متاريس الأمن وسلاحه"، وأضافت: "الدولة ستكون أول من يدفع ثمن انتهاك هذه الحرية والتضحية بمبادئ تقدم الإنسانية".
المثير أن المواقع المؤيدة استقبلت افتتاحية "الأهرام" بحفاوة شديدة، وساهمت في تصدر وسم #الأهرام لقائمة الأكثر تداولاً بنشرها لها على نطاق واسع، وكان على رأسها موقع مجلة "الشباب" التابعة لمؤسسة "الأهرام"، وموقع "مصراوي" وغيرها.
هذه الافتتاحية فتحت كثيراً من ردود الأفعال والتحليلات، فبين مضخم من حجم الحدث ووصفه بالتاريخي، لمؤكد أنه مسكن للصحافيين وإلهاء لهم مثل خبر "اليوم السابع" عن إقالة وزير الداخلية، وآخر يؤكد أن صراع الأجنحة المتصارعة داخل النظام وصل للنقطة الحرجة، إلى جانب كتائب السيسي التي أصبحت لا تغيب منذ أن دشنها مؤخرًا.
ولخّص الصحافي عمر الهادي افتتاحية الأهرام وقال: "رأي الأهرام: دعوة لإقالة وزير الداخلية وحديث عن سجن الشباب بلا قضية وتحذير من أن الشعب إذا هب لن يوقفه سلاح الأمن!".
وتعجب د.مصطفى النجار وقال: "الأهرام الجريدة شبه الرسمية للدولة تتحدث عن شباب خلف الأسوار بلا قضايا وعن الشعب الذي اذا هب لن تمنعه المتاريس!". وانتقدها أحمد وقال: "جريدة الأهرام الغراء كاتبة صباح يوم الثلاثاء لقد ارتكبت وزارة الداخلية أخطاء عديدة.. وانتوا اصلا كنتوا فين؟ ولا لما الخطر جالكم بتقلقوا".
وسخر "الفرعون الكبير" من حال مصر والمصريين وقال: "الاخوان استشهدوا بكلام عبد الناصر، والسيساوية بكلام حمزاوي، والأهرام بتطالب باقالة وزير الداخلية. مصر ضربت رسمي"، وسخرت هبة: "غالبا هيسيب مجدي عبد الغفار ويشيل رئيس تحرير الأهرام".
Twitter Post
|