اعتقال 35 شخصاً في الجزائر لضلوعهم بأحداث غرداية

10 يوليو 2015
الأمن استعمل القوة المفرطة لحظة الاعتقال (Getty)
+ الخط -

اعتقلت سلطات الأمن الجزائرية الناشط الحقوقي كمال فخار الدين، وعدد من الناشطين كانوا برفقته داخل مسجد كان يتواجد فيه للصلاة وسط مدينة غرداية (جنوباً)، أمس الخميس، للاشتباه بضلوعهم بأعمال العنف، التي شهدتها المحافظة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وأودت بحياة أكثر من 22 شخصاً.

وأفادت مؤسسة "تيفاوت"، التي ينشط فيها فخار الدين، في بيانٍ، أنّه "في سابقة خطيرة من نوعها، تمّ اقتحام مسجد من طرف قوات الأمن وسط مدينة غرداية، واعتقال جميع من فيه أبرزهم الناشط الحقوقي كمال الدين، والناشط سوفغالم قاسم، وأعضاء من حلقة العزابة، وحوالي 30 شخصاً من المصلين".

ولفتت المؤسسة إلى أنّ "من بين المعتقلين شيوخاً وقاصرين، وأنّ قوات الأمن استعملت القوة المفرطة لحظة اعتقال الناشطين"، محمّلةً السلطات الجزائرية مسؤولية سلامة المعتقلين، ومطالبةً بإطلاق سراحهم.

كما دعت المنظمات الحقوقية إلى التدخل والمطالبة بإطلاق المعتقلين.

وتُوجّه للناشط فخار الدين، وهو من أبرز الناشطين في حقل الدفاع عن أمازيغ غرداية؛ تهم بـ"التحريض وإطلاق تصريحات صحافية في قنوات أجنبية فرنسية ومغربية، متهماً فيها قوات الأمن والدرك بالانحياز لصالح السكان العرب في منطقة غرداية على حساب السكان الأمازيغ، خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة غرداية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين" .

وكان رئيس الحكومة عبد المالك سلال، قد أعلن عن اعتقال 27 شخصاً من المتورطين في الأحداث، لكنّ مصادر أمنية تشرف على العملية، أكّدت لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد المعتقلين بلغ 35 شخصاً.

ووصل سلال، أمس، إلى غرداية للقاء أعيان المدينة من السكان العرب المالكية والسكان الأمازيغ الأباضية، وقدم التعازي لعائلات الضحايا ووعد بتكفل الدولة بتعويض أضرارهم، متعهداً بمحاسبة ومعاقبة كل المتورطين في هذه الأحداث.

وفي وقتٍ سابق، كلّف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجيش بإعادة الأمن إلى المدينة، وكلف قائد المنطقة العسكرية الرابعة بالإشراف على المدينة، ووضع خطة لإعادة الأمن.

ومنذ العام 2008 تشهد منطقة غرداية، التي يقطنها في الغالب سكان الأمازيغ، الذين يتبعون المذهب الأباضي، مواجهات مع السكان العرب المالكية. وتعد هذه الأزمة من أخطر الفتن المذهبية والعرقية، التي تشهدها البلاد منذ استقلال عام 1962.

إلى ذلك، طالبت منظمة "العفو الدولية" بفتح تحقيق شامل في الأحداث العنيفة والمواجهات بين السكان العرب والسكان الأمازيغ.

ودعت المنظمة الدولية، في بيانٍ لها، السلطات الجزائرية إلى فتح تحقيق، للإحاطة بأسباب وظروف الأحداث العنيفة، وبذل الجهد اللازم لحماية الافراد.

كما طالبت بفتح تحقيق بتعامل عناصر الأمن مع هذه الأحداث، في إشارة إلى اتهامات وجهها ناشطون إلى قوات الأمن بالانحياز إلى الطرف الثاني المتمثل بالسكان العرب.

وذكّرت "العفو الدولية"، باستمرار اعتقال الشاب يوسف ولد دادا، الذي اعتقل وحوكم لمدة سنتين بتهمة تصوير وبث فيديو على الانترنت، يظهر عناصر شرطة ينهبون أحد المحلات التجارية، خلال أحداث مماثلة شهدتها المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2013، مطالبة بإطلاق سراحه.

اقرأ أيضاً الجزائر: ارتفاع حصيلة المواجهات الطائفية بغرداية إلى 22 قتيلاً

دلالات