وأوضح المركز في تقرير صادر عنه، أنّ الاحتلال يعتبر أطفال فلسطين وقود الانتفاضة الشعبية التي اندلعت، منذ عام، لذلك يتعمد اللجوء إلى إرهابهم بالاعتقال والقتل والتعذيب. وقد شنّ حملة اعتقالات واسعة، بعضها راح ضحيتها من لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات فقط. ومن بين الأطفال المعتقلين عدد من الجرحى، وفتيات قاصرات. كذلك، بدأ فرض الاعتقال الإداري على الأطفال لأول مرة منذ 8 سنوات.
ووفق التقرير، فإنّ الاحتلال جعل من استهداف الأطفال الفلسطينيين بالاعتقال الخيار الأول، بعدما كثّف من عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين خلال انتفاضة القدس، ما يدل على حجم الهجمة التي يتعرض لها الأطفال، خصوصاً أنّ جميع من اعتقل منهم تعرض إلى الاعتداء بالضرب المبرح حين الاعتقال، والزج بهم في ظروف قاسية، في مراكز التوقيف والتحقيق. كذلك، مارس الاحتلال بحقهم كلّ أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي خصوصاً في معتقل عتصيون، جنوب الضفة الغربية.
واعتبر المركز ممارسات الاحتلال بحق الأطفال مخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي، تحديداً اتفاقية حقوق الطفل التي شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال وعدم تعريضهم للاعتقال والتعذيب.
ورأى المركز الحقوقي أنّ سلطات الاحتلال جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفاً عاجلاً، وأقدمت على اعتقال الآلاف منهم، منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى إقرار قانون يجيز السجن الفعلي للأطفال ممن هم أقل من 14 عاماً.
وتطرق المركز إلى تعمد الاحتلال إطلاق النار على الأطفال من مسافات قريبة وإصابتهم بالرصاص، ثم اعتقالهم، ونقلهم إلى السجون في ظروف صحية صعبة، بحجة محاولة تنفيذ عمليات طعن، فقد اعتقل ما يزيد على 15 قاصراً بعد إصابتهم، وبعضهم ما زال يعاني من آلام في مكان الإصابة نتيجة الاستهتار الطبي. وفي مقدمة هؤلاء الطفلان علي علقم (12 عاماً) وأحمد مناصرة (13 عاماً) وهما من القدس. ومن بين القاصرين المصابين 6 فتيات أصغرهن الطفلتان إستبرق أحمد نور (15 عاماً) من نابلس، ومرح جودت بكير (16 عاماً) من القدس.
من جانبه، اعتبر الناطق الإعلامي باسم المركز رياض الأشقر استهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين سياسة ممنهجة ومعتمدة لتدمير الطفل الفلسطيني وتحطيم مستقبله. وعدّ كلّ ما يمارس بحقهم دلالة واضحة ومباشرة على ذلك الهدف من قتل خارج القانون واعتقال وتعذيب وحبس منزلي وإبعاد وغيرها من الانتهاكات.
وبيّن الأشقر أنّه مع تصاعد عمليات الاعتقال الواسعة ضد الأطفال، وارتفاع أعدادهم بشكل غير مسبوق منذ 5 سنوات، اضطر الاحتلال إلى افتتاح أقسام جديدة للأطفال، منها قسمان في سجن عوفر، وقسم في سجن مجدو نقل إليه الأطفال من سجن هشارون.
وبلغ عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال نحو 400 يعيشون في ظروف قاسية جداً غير إنسانية. ولا تتوفر لهم أدنى الحقوق التي نصت عليها المواثيق الإنسانية. ويتعرض الأطفال للضرب والعزل والإهانة وسوء الخدمات المقدمة للأسرى عامة.
كذلك، طالب المركز المجتمع الدولي بتطبيق الاتفاقيات الدولية على الجميع من دون استثناء، وإلزام الاحتلال وقف اعتقال الأطفال، وتوفير الحماية للأطفال الأسرى، ومعاملتهم بحسب القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.