اعتقالات روتردام بهولندا: أربعة موقوفين وذخيرة.. وتزايد المخاوف الأمنية

29 مارس 2016
مخاوف من اختلاط الخوف بالعنصرية (فرانس برس)
+ الخط -



بموجب طلب فرنسي قامت قوات التدخل السريع التابعة لشرطة روتردام بهولندا، ومجموعة من جهاز مكافحة الإرهاب "سوات"، ليلة الأحد الماضي، باعتقال شاب فرنسي يشتبه بعلاقته بهجمات في باريس وعلى صلة باعتقال بمشتبه آخر يدعى رضا كريكت في فرنسا الخميس الفائت.

وإلى جانب الشاب الفرنسي المدعو أنيس ب (32 عاماً) أعلنت الشرطة الهولندية، أمس الإثنين، عن اعتقال ثلاثة أشخاص، عرف أن من بينهم جزائريان، أحدهما لا يحمل أوراق إقامة في هولندا، فيما الثالث تكتمت الشرطة عن هويته.

كما عثرت خلال الاقتحام على أقراص حواسيب صلبة، بالإضافة إلى شرائح اتصال وهواتف نقالة، وأموال، إلى جانب ذخيرة لم تحدد الشرطة نوعيتها، ومخدرات. وسبق الاقتحام إخلاء لبعض المنازل المجاورة في حي غرب مدينة روتردام، مخافة أن يكون هناك متفجرات أو اشتباكات أثناء عملية الاقتحام. وأمضى معظم سكان الحي ليلتهم وهم يراقبون العملية. ويشتبه في أن الشاب الفرنسي كان قد سافر برفقة كريكت إلى سورية.

العملية عززت المخاوف من الإرهاب بالرغم من الإجراءات الاحترازية، واليقظة العالية لدى

أجهزة الأمن والمجتمع الهولندي. فقد أعلنت الشرطة الهولندية أن اتصالات الاشتباه بنشاطات "إرهابية" و"مريبة" ارتفعت لتتضاعف مئات المرات عقب هجمات بروكسل الأخيرة. وتلقت الشرطة منذ تلك الهجمات 2000 اتصال من سكان ومسافرين في مختلف المدن الهولندية.

وتسببت الإنذارات الكاذبة في وقف حركة القطارات وإغلاق عدد من المحطات، وأخلي مبنى يضم وسيلة إعلامية هولندية بسبب تلقي ظرف مشبوه اعتقد بأنه يحوي جرثومة "الجمرة الخبيثة". وأوقفت الشرطة في بعض الحالات للاشتباه أشخاصا يلتقطون صورا في المطار أو محطات القطارات ودققت في هوياتهم واستجوبتهم لساعات. ونصح المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بمواصلة الإبلاغ عن كل نشاط مريب، وبأن الإنذارات الكاذبة أفضل من وقوع هجمات بالفعل.

اقرأ أيضا: بلجيكا تخلي سبيل فيصل شفو المشتبه به بتفجيرات بروكسل

التقارير والارتياب هذا يصاحبه قلق يسود أوساط المجتمع وأجهزة الأمن من إمكانية وقوع حدث إرهابي في البلاد، فقد أعرب نحو 76 من الهولنديين عن خشيتهم حدوث هجمات على غرار ما وقع في بروكسل وباريس، وطالب نحو 65 من الهولنديين تعزيز إجراءات ضبط ومراقبة الحدود والعودة بأوضاعها إلى ما قبل معاهدة شنغن، وفق استطلاع أجراه مركز "ماوريكي دي هوند".

ووفق نتائج الاستطلاع فإن حزب الحرية اليميني المعادي للإسلام والمهاجرين، والذي يقوده النائب الشعبوي خيرت فيلدرز سيحصد ما يقارب الستين بالمائة من أصوات الناخبين، فيما تظهر الأرقام تراجعا في نسبة التصويت المحتملة لأحزاب الائتلاف الحاكم أو لليسار.

من جهة أخرى، حذرت أصوات من صعوبة المهمة في تلافي وقوع عمل إرهابي، ومدى اختلاط الخوف بالعنصرية وتصاعد الأفكار المعادية للإسلام والأجانب في الوقت نفسه، موضحة أنه حين توكل مهمة "البحث" و"التحري" للمواطنين فإن الأمر سيولد الكثير من سوء الفهم والمشاكل والاحتقانات الإضافية.