اعتصام في مطار بيروت رفضاً لمطمر النفايات

15 يناير 2017
"قوّاصون" وليسوا صيادين (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -
منعت قوى الأمن الداخلي في لبنان الإعلاميين من تغطية تحرك احتجاجي ضد مطمر "كوستا برافا" للنفايات، كان قد دعا إليه ناشطون بعد ظهر الأحد في قاعة الوصول في مطار بيروت الدولي.

وجاء الاعتصام بعد يوم من تأكيد رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط (الناقل الوطني) محمد الحوت أنّه أوعز إلى صيادين بقتل طيور النورس التي تحوم فوق المطمر الواقع عند الحائط الغربي للمطار، وتهدّد سلامة الطيران.

وقد نجح عدد من ناشطي حملة "طلعت ريحتكم" في الوصول إلى قاعات المطار حيث وزّعوا مناشير تحذّر المسافرين من خرق لبنان اتفاقيات دولية من خلال إقامة المطمر قرب المطار، كذلك وزعوا شعارات "كش مطمر".

وعمد الناشطون إلى نقل اعتصامهم مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد منع المصورين من الدخول إلى المطار. وبعد وقت قصير طلبت قوى الأمن من الناشطين مغادرة المطار، فانتقلوا إلى ساحة الكولا القريبة من المطار وواصلوا توزيع المناشير والتحذير من خطورة بقاء المطمر في موقعه الحالي.

وكانت الحكومة السابقة برئاسة تمام سلام قد أقرّت ما وصفتها "خطة مؤقتة لمعالجة النفايات الصلبة" تقوم على "إنشاء مطمرين للنفايات على ساحل البحر المتوسط، شمال وجنوب بيروت، واستخدامهما في طمر النفايات طوال 4 سنوات، حتى إقرار حلّ نهائي لمعالجة نفايات محافظتي بيروت وجبل لبنان".

ويشكو ناشطون من تأثير المطمرين على سلامة البيئة في البحر المتوسط، وسلامة الطيران المدني في المطمر الجنوبي القريب من مدارج المطار، بالإضافة إلى خطورة طمر النفايات من دون فرز.


ودان "مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام" في بيان "الانتقام الجائر من طيور النورس عبر قتلها بصورة بشعة"، موجهاً "تحية إكبار واحترام لمجموعات الصيادين المحترفين الذين شنوا حملة استنكار كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على هذه الجريمة التي نفذها قوّاصون بدعم وتغطية من الدولة، مؤكدين بردة فعهلم هذه أنّهم صمّام الأمان للطبيعة والبيئة بالرغم من الظلم الذي لحق بهم من إهمال الدولة تنظيم هوايتهم لمدة 20 عاماً".

ورأى المركز في بيانه الذي أصدره الأحد أنّ "بعض الذين شاركوا في حملة القتل، قاموا بذلك بسبب قلة المعرفة وبحسن نية في المساعدة، ظناً منهم أنّ الذين دعوهم لذلك يملكون مفتاح المعرفة ولديهم الحل الحقيقي". ودعا المركز إلى "الانتباه لاحقاً إلى محاولات توريط الصيادين مجدداً في حلول فاشلة". واعتبر أنّ "ما يحدث مجرد هروب إلى الأمام" وأنّ الحلّ للقضية هو إقفال مطمر النفايات فوراً، لافتاً إلى أنّ طيور النورس محمية بمعاهدات دولية.

وكنوع من التعويض، دعا المركز وزارة المالية إلى "إصدار طابع بريدي للنورس، يكون بمثابة اعتذار أخلاقي من الكبار لطائر يعمل على مدار الوقت في تنظيف نفاياتنا من البحر من دون أي أجر أو شكر أو معاهدة أو ضمان".

المساهمون