أمام بوابة جامعة الأقصى في مدينة غزة، وقفت الطالبة، دعاء وهبة، مع حشد من الطلبة والخريجين، الذين اعتصموا اليوم الإثنين، للمطالبة بحقهم في الاعتراف بشهاداتهم العلمية، وتحييد الجامعة عن المناكفات السياسية، التي حالت دون ذلك، وأسقطت المسألة من حسابات المؤسسات الحكومية.
وتقول وهبة لـ"العربي الجديد" أنها فور سماعها خبر عدم الاعتراف بالجامعة رسميًا من قبل وزارة التعليم في رام الله، أصبحت تتخبط في سنتها الدراسية الثانية في تخصص آداب اللغة الإنكليزية، كونها لا تريد قضاء سنواتها الجامعية بدون الاعتراف بشهادتها في النهاية، وتجد نفسها وشهادتها في عداد المهمشين.
وتضيف الطالبة الفلسطينية وهي أم لطفلين: " لا أريد أن يكون تعبي بمثابة لا شيء في النهاية"، مؤكدةً أن جامعة الأقصى حكومية، والشهادة الجامعية هي حق لكل طالب يدرس فيها، وتستبعد فكرة إيجاد جامعة بديلة في الوقت الحالي نظرًا لظروفها.
أريج نصار لم يختلف حالها كثيرًا، فهي على مشارف انهاء سنتها الجامعية الأخيرة، إذ شاركت في الاعتصام على خلفية سحب الاعتراف بشهادتها، والمطالبة بأخذ حقوقها وشهاداها كباقي طلبة الجامعات الفلسطينية، بعدما أصبح هاجس عدم الاعتراف بجامعتها مُقلقًا لها على حد تعبيرها.
وتبّين نصار لـ"العربي الجديد" أنها كغيرها من الطلبة الذين يرغبون في تحييد الجامعة عن المشاكل السياسية، كونها عمّقت المشاكل بين الطلاب، مطالبةً بحل المشكلة من الجهات الرسمية والفلسطينية بأسرع وقت ممكن، وأخذ حقهم كغيرهم من الفلسطينيين والاعتراف بشهاداتهم الجامعية.
أما أحمد شكشك فلم يتوقع بعد تخرجه من الجامعة الصيف الماضي، أن يُواجه أزمة في تصديق شهادته الجامعية من الجهات الرسمية، بعد سحب الاعتراف من الجامعة. ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنه حاول تصديقها من رام الله لكن دون فائدة، ولم يعد قادرًا على السفر لإتمام الدراسات العليا خارج غزة.
ويلفت إلى أنه يواجه مشكلة في التقدم للوظائف الحكومية في غزة، كون شهادته الجامعية غير مصدقة من وزارة التعليم، مناشدًا الجهات المعنية بضرورة حل المشكلة، وعدم زج جامعة الأقصى في تبعات الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني.
بدوره، يوضح خريج جامعة الأقصى، حمزة حماد، أنه يشارك بالاعتصام للمطالبة بإنهاء أزمة جامعة الأقصى كونها أزمة سياسية، وتحديد مصير الطلبة من خلال الاعتراف الصريح بشهاداتهم، وتحييد المؤسسات التعليمية، خصوصا جامعة الأقصى عن المناكفات السياسية.
ويشير إلى أنه في ظل الوضع الاقتصادي السيىء الذي يعيشه سكان القطاع، والحصار المفروض عليهم، فإن أزمة الجامعة تعمّق مشاكل الفلسطينيين، معتبراً أنه يجب على الجهات المسؤولة والمعنية تحمل مسؤولياتها تجاه الطلبة، ومنحهم الحق بالاعتراف بشهاداتهم.
إلى ذلك، أوضح منسق الاعتصام، رضوان الأخرس، في كلمة له، أن تحرك الطلبة جاء بعد شعورهم بفقدان الأمل في الوصول إلى حل قريب يعالج مشكلة عدم الاعتراف، التي تهدد شهاداتهم الجامعية، وأن دافعهم هو الحفاظ على مستقبلهم وعدم ضياع جهدهم في ظل الانقسام الفلسطيني.
وطالب بإعادة الاعتراف بشهادات الجامعة، واعتمادها من وزارة التعليم في غزة والضفة على حد سواء، مشيراً إلى ضرورة إدارة الجامعة بالتوافق وتجنيبها انعكاسات الانقسام الفلسطيني بما يخدم مصلحة الطالب والجامعة.
وحمّل الأخرس الجهات الرسمية في غزة ورام الله المسؤولية الكاملة عما يجري بحق الطلاب والجامعة، لافتاً إلى أن الطلبة سيصعدون خطواتهم الاحتجاجية في حال لمسوا أي تراخٍ تجاه قضيتهم، أو أي تجاهل لمطالبهم العادلة.