وقضى متظاهرو بغداد ليلتهم في ساحتي التحرير والطيران وقرب جسر الجمهورية وبمحيط وداخل مبنى المطعم التركي بأعداد تتضاعف بشكل مستمر عن كل ليلة سابقة، بالمقابل فإن الناصرية والعمارة والنجف وكربلاء والبصرة نصبت سرادقات كبيرة في ساحات وميادين التظاهرات جنوبي البلاد أسوة ببغداد، مع استمرار التحشيد العسكري والأمني في المناطق تلك.
ووفقا لمسؤول أمني عراقي في بغداد، فإن السلطات الأمنية في بغداد تدرس عدداً من الإجراءات التي تهدف للسماح بتنفيذ خطة الحظر بدون كسرها، من بينها قطع الطرق قبل ساعة من موعد الحظر (12 ليلا) وعدم السماح بالخروج من داخل الأحياء السكنية بالنسبة للسيارات، خاصة تلك المتوجهة إلى المناطق الرئيسة في بغداد التي تشهد تظاهرات.
وأكد المسؤول أن يوم الجمعة رصد كسر الحظر من قبل عشرات الآلاف من المواطنين وجانب الرصافة تحديدا الأكثر كسرا للقرار.
في غضون ذلك، سجلت مدن الناصرية والرفاعي بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، التي شهدت ليلة أمس فعاليات إحراق العلم الإيراني وصور المرشد الإيراني علي خامنئي وزعيم "فيلق القدس" قاسم سليماني، خلال تأبين لضحايا التظاهرات بمناسبة مرور شهر كامل على انطلاق التظاهرات، انتشارا أمنيا واسعا، بالتزامن مع دعوات لتجدد التظاهرات اليوم السبت أمام المبنى الحكومي الرئيس في محافظة ذي قار.
وفي المثنى، شهدت الرميثة ثاني أكبر مدن المحافظة تظاهرات وقطعا للطرق منع خلالها المتظاهرون مرور مواكب مسؤولين محليين، وهددوا باعتصام مفتوح وقطع الطرق على الطريقة اللبنانية.
بالمقابل، فإن محافظة واسط وعاصمتها الكوت وكذلك القادسية ومركزها الديوانية انتهت من نصب خيام كبيرة لتنظيم الاعتصام المفتوح وسط الساحات الرئيسة فيها، وهو ما يجري بالوقت نفسه في كربلاء أيضا.
وفي البصرة، سقط جرحى بإطلاق الأمن الرصاص وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، الذين تجمعوا مقابل ميناء أم قصر وحقل مجنون النفطي، مهددين بقطع الطريق إلى الميناء في حال لم يتم إطلاق سراح زملائهم المعتقلين.
إلى ذلك، أكدت مصادر طبية عراقية لـ"العربي الجديد"، ارتفاع ضحايا التظاهرات إلى 255 قتيلا منذ انطلاقها قبل شهر من الآن فضلا عن 11 ألفاً و600 مصاب وجريح، وذلك بعد مقتل فتاة ليلة أمس الجمعة ووفاة مواطن فجر السبت في مستشفى الكندي ببغداد متأثرا بجروحه.
في المقابل، أصدر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بيانا أعلن فيه وضع البرلمان في حالة انعقاد مفتوح بسبب الظرف الذي تمر به البلاد.
وقال الحلبوسي "في هذه الأيام المصيرية والأحداث المتسارعة في بلدنا العزيز سيكون مجلسكم (مجلس النواب) في حالة انعقاد دائم، يواصل ليله بنهاره من أجل الإسراع بتنفيذ متطلباتكم بعراق حر وسيد ينعم أبناؤه جميعهم في ظله بالخير والرفاهية والأمن والأمان".
وأضاف "سنعمل بجد واجتهاد على إجراء كل التعديلات الدستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين والنخب والخبراء والأكاديميين المحترمين ممن يعيشون الواقع العراقي بتفاصيله؛ ليحددوا مكامن الخلل ومواطن الإصلاح؛ من أجل تشخيص الخطوات المطلوبة التي توصلنا إلى الإصلاح المنشود".
وتابع الحلبوسي، "نعمل كمجلس نواب جميعا بشكل مكثف ومتواصل من هذه الليلة من أجل الشعب ومطالبه، دون ضغط خارجي إقليميا كان أو دوليا، ودون فرض إرادات شخصية أو حزبية؛ لنعيد زهو العراق ومجده، ولنعطي هذا الجيل فرصته برسم مستقبله، والمساهمة في إصلاحه وبنائه بوحدته وبكلمته وبمحض إرادته".