وقالت المنظمة في بيان وصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد"، إنّ اعتراضاتها تستند إلى سلسلة طويلة من المواضيع وفي مقدّمتها الإضرار بالحوض التاريخي للقدس وبالمواقع الأثرية المحيطة بالبلدة القديمة، في حين أن المصادقة على المخطط لم تتم من خلال إجراءات التخطيط الاعتيادية، إذ قدّم المبادرون للمخطط عرضاً زائفاً ادعوا فيه، أنّ الحديث عن مشروع مواصلات، وأخفوا معلومات عن الجمهور وعن اللجنة الوطنية للتخطيط، دون الإفصاح عن مسّ المخطط بسكان بلدة سلوان الفلسطينية جنوب المسجد الأقصى.
وحسب المخطط، سيخرج التلفريك من منطقة المحطة، ويمر فوق وادي الربابة (وادي هينوم) إلى جبل صهيون، ومن هناك على امتداد أسوار البلدة القديمة. ويتطلب تنفيذ هذا المخطط نصب أعمدة ضخمة في قلب مواقع أثرية؛ ما سيمس بملامح البلدة القديمة من القدس، ومنظر أسوارها؛ ويلحق الأضرار بالآثار والمنظر التاريخي للوادي.
وأشار البيان، إلى أن إقامة التلفريك وتشغيله ينطوي على إلحاق الأضرار بعشرات العائلات الفلسطينية في سلوان، إذ يمر على ارتفاع بضعة أمتار فوق منازلهم، ومن خلال التسبب بالضوضاء المزعجة، والتطفل على خصوصياتهم، ويهددهم بمخاطر السلامة، وتراجع قيمة عقاراتهم. كما سيضر سكان البلدة، الذين يعانون من الكثافة السكانية العالية التي تتفاقم بسبب النشاطات السياحية التي تقوم بها جمعيّة إلعاد، بالإضافة إلى مواجهة مشروع سياحي ضخم سيؤدي إلى المزيد من تقليص الحيّز الفلسطيني العام.
ووفقاً للبيان، ستلحق الخطة أضرارًا بحوض البلدة القديمة – بشكل عام، إذ سيحظر البناء في الحدائق الوطنية، باستثناء استخدامات محددة، ومن خلال التسبب بحد أدنى من الأضرار لقيمة المناظر الطبيعية وطبيعة المكان. كما سيتسبب التلفريك بالضرر للطابع الفريد للمكان من الناحية التاريخية والمعمارية والمناظر الطبيعية، وسيضر بإمكانية الاستمتاع بالآثار والعمارة القديمة والمناظر الطبيعية للمواقع الدينية، ويؤدي إلى تشويش مشهد جبل صهيون والمسجد الأقصى.
وبالإضافة إلى حقيقة الضرر الذي سيسببه التلفريك لمناظر أسوار البلدة القديمة وخط أفق البلدة في وادي الربابة، فإن إقامته تتطلب زيادة ارتفاع المبنى الضخم المسمى "ميتحام كيدم" بشكل يؤدي إلى حجب أسوار البلدة القديمة من الجهة الجنوبية.
ولفت المصدر نفسه إلى بيان لوزارة المواصلات الإسرائيلية، اعترفت فيه بأن: "التلفريك ليس مشروع مواصلات". وأكد البيان، أنه في جميع مستندات الخطة المقدمة إلى اللجنة الوطنية للبنية التحتية، تعرض "سلطة تطوير القدس"، المبادرة للمشروع، التلفريك كمشروع مواصلات يهدف إلى حل مشكلة المواصلات في المنطقة.
أما "سلطة تطوير القدس" الإسرائيلية، فقد جاء في رد لها حول المشروع: "الحديث يدور حول وثيقة داخلية للسلطة، تتضمن معلومات اقتصادية وتجارية تم إعدادها من أجل بلورة سياسة ومخطط للنهوض بالمشروع، وإن الكشف عنها بالكامل أو جزئيًا، من شأنه أن يعطل تقدم المشروع وتنفيذه الأمثل".
وأوضح البيان، أن هذه المعلومات المهمة لم تكشف حتى اليوم حتى لأعضاء اللجنة الوطنية للبنية التحتية لدى اجتماعهم من أجل المصادقة على المشروع.
واستنادا للبيان أيضا، فإن سكان بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، سيكونون من بين المتضررين المباشرين لمشروع التلفريك المقترح، والذي سيمر فوق منازلهم، حيث ستؤدي حركة العشرات من العربات في ساعة واحدة، على ارتفاع قد لا يتجاوز 4 أمتار فقط فوق منازل السكان، إلى إلحاق أضرار جسيمة وطويلة الأمد بجودة حياتهم وخصوصيتهم. كما ستشكل الأعمدة الضخمة التي ستوضع في المنطقة كائنًا غريبًا بين منازل سلوان الكثيفة البناء. وفي بعض الحالات، سيتطلب وضع الأعمدة مصادرة أراضي السكان (وكذلك الأراضي التابعة للكنائس والأديرة.
وفي ردها على المشروع المقترح، قالت "عيمق شڤيه": لا يوجد في العالم كله تلفريك يستخدم كمسار مواصلات رئيسي إلى بلدة تاريخية ودينية، وبالطبع ليس بحجم مدينة مثل القدس. ومدينة القدس أهم بكثير من استخدامها كفأر تجارب".
وأضافت المنظمة في بيانها:"علاوة على الأضرار غير المسبوقة التي ستلحق بالطابع التاريخي لمدينة القدس وطبيعتها، والضرر اللاحق بسكان سلوان، يبدو أن صناع القرارات وأصحاب المصالح السياسية، لا يترددون في استخدام جميع الوسائل لتغيير المدينة من أساسها، حتى عن طريق الجو. وأن الهدف الأساسي للتلفريك هو بناء تواصل بين مواقع السياحة التابعة لجمعيّة إلعاد، وعلى رأسها مركز "كيدم" وبناء مدماك آخر لتعزيز المستوطنات في منطقة الحوض التاريخي. ومن يدفع الثمن هذه المرة جميع المقدسيين، دون فرق في الدين والعرق والقومية".
كما أن المصادقة على المشروع المقترح سوف تضر بأهم الأصول التراثية للسكان الموضوعة بين يدي إسرائيل بغية حفظها. وإذا سبق وحسم القرار، وتريد وزارة السياحة تعزيز هذا المشروع المدمّر، يتوجب عليها المرور عبر لجان التخطيط الاعتيادية وفحص المشروع وفق المعايير الصارمة التي يتم عبرها فحص كل مشروع بناء، مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، في حوض البلدة القديمة.
وكان المحامي سامي ارشيد قدم منتصف الأسبوع الماضي اعتراضا على هذا المشروع، المزمع المصادقة على مخططاته لتنفيذه في محيط القدس القديمة.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة، في بيان وصلت نسخة منه لـ "العربي الجديد"، أن المحامي ارشيد قدم الاعتراضات على مشروع " القطار الهوائي/ التلفريك" باسم عشرات السكان من بلدة سلوان وخاصة من سكان المنازل التي يمر المشروع من فوقها، ومن أصحاب الأراضي والمنازل والتي تنوي سلطات الاحتلال مصادرة منازلهم/ او أراضيهم لتنفيذ المشروع، كذلك قدمت الاعتراضات باسم عشرات التجار من البلدة القديمة، حيث يمس مشروع القطار الهوائي بالحركة التجارية.
وأكد المحامي سامي أرشيد، أن الهدف الأساسي للمشروع هو إحكام السيطرة على البلدة القديمة ومعالمها ومحيطها، ومن مخاطر المشروع أنه ينوي المسّ ببعض البيوت في منطقة وادي حلوه، وكذلك يمس بالملكيات الخاصة للمواطنين في سلوان، إضافة إلى ملكيات لمؤسسات دينية إسلامية ومسيحية".
بدورها، قالت لجنة حي وادي حلوة: "إن المشاريع تتوالى على بلدة سلوان عموما ووادي حلوة الأقرب لسور المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية خصوصا، وتسخر حكومات ومؤسسات الاحتلال الإمكانيات والميزانيات الهائلة الهادفة لترسيخ الاستيطان، والتحضير لمدخل الهيكل المزعوم جنوبا، وفرض حزام حول البلدة القديمة بمسمى "الحوض المقدس"، في محاولة لإلغاء وشطب الإرث العربي الإسلامي والحقب التاريخية في المنطقة". وأضافت اللجنة، أن هذه المشاريع بالكاد ستترك للفلسطينيين مكاناً للعيش فيه.