تراجع الحماس لإحياء ذكرى الاعتداء الاسرائيلي على قرية حمام الشط التونسية، إذ باستثناء "اتحاد الشغل" في محافظة بن عروس، التي تتبع لها القرية، لا يوجد اهتمام جدّي بالحادثة، عدا بعض التقارير والذكريات.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1985، وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، أغارت طائرات إسرائيلية على قرية حمام الشط، الواقعة على بُعد حوالى 30 كلم من تونس العاصمة، مخلّفة 68 شهيداً وأكثر من مائة جريح، ومدمرة عددا من المباني. وبحسب ما تسرب حينها، فإن إسرائيل كانت تستهدف الزعيم الراحل ياسر عرفات والقوة 17، التي كانت موجودة في المدينة.
وكان سرب من الطائرات الإسرائيلية، تدعمه من ارتفاع مغاير طائرات أخرى، بادر بنشر (مناطيد حرارية) في الجو، تحسباً لردود الدفاع الأرضي المضاد للطائرات، ثم أغارت على مقر قيادة الفلسطينيين بحمام الشط، وقذفت الدفعة الأولى من قنابلها المبيدة، ثم أغارت مجدداً وقامت بقصف بقية الأهداف، قبل أن تغادر بسرعة في اتجاه البحر.
ويؤكد فلسطينيون وقتها، أن إسرائيل استعملت في غارتها القنابل الفراغية الممنوعة دولياً، وهي تحدث عند انفجارها خللاً قوياً جداً في توازن التركيبة الهوائية والمغناطيسية للفضاء، حيث تجرف حول محور سقوطها كل المباني مؤدية إلى انهيارها.
وروى مسؤولون فلسطينيون، أن الزعيم عرفات نجا بأعجوبة من الموت، إذ كان قد غادر منزل المسؤول الفلسطيني، حكم بلعاوي، في حدود الثالثة فجراً، باتجاه حمام الشط، بعد سلسلة من الاجتماعات الطويلة إثر عودته من المغرب، وكانت سيارات الموكب الفلسطيني تسير بالفعل في اتجاه المقر بحمام الشط، غير أن عرفات غيّر برنامجه في آخر لحظة، وقرر ألا يبيت ليلتها هناك، لينجو بأعجوبة من موت محقق، فالمبنى جرى تدميره بالكامل، وإسرائيل كانت تستهدف عرفات بالتأكيد، ولكنها كانت تستهدف كامل القوة 17، التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عملية "لارناكا"، وقتل ثلاثة جواسيس إسرائيليين.
الرد التونسي الرسمي والشعبي كان كبيراً جداً، حيث خرجت تظاهرات في كل المدن التونسية منددة بالاعتداء، وهدد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، إذا قامت باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة إدانة إسرائيل، وبالفعل امتنعت واشنطن عن ذلك لأول مرة في تاريخ دعمها للكيان الصهيوني، وصدر القرار الأممي رقم 573 بإدانة العدوان الإسرائيلي.
ويحيي، مساء اليوم الخميس، "الاتحاد الجهوي للشغل" في بن عروس، ذكرى الاعتداء الصهيوني الغاشم على مدينة حمام الشط. ويأتي إحياء الذكرى هذا العام بالتزامن مع الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، في ظل صمت عربي مشبوه.
وقال بيان الاتحاد، إن إحياء الذكرى للتأكيد على أن قضية فلسطين ستبقى مركزية بالنسبة لكل العرب والمسلمين، وأننا وإن انغمسنا في وضعنا الداخلي، فإننا لن ننسى فلسطين ولن نتأخر عن دعم إخوتنا بما هو متاح، حتى تحرير الأرض والإنسان.
اقرأ أيضاً اليوبيل الذهبي للثورة: "فتح" بين "الروح القدس" و"حامل الشنطة"
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1985، وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، أغارت طائرات إسرائيلية على قرية حمام الشط، الواقعة على بُعد حوالى 30 كلم من تونس العاصمة، مخلّفة 68 شهيداً وأكثر من مائة جريح، ومدمرة عددا من المباني. وبحسب ما تسرب حينها، فإن إسرائيل كانت تستهدف الزعيم الراحل ياسر عرفات والقوة 17، التي كانت موجودة في المدينة.
وكان سرب من الطائرات الإسرائيلية، تدعمه من ارتفاع مغاير طائرات أخرى، بادر بنشر (مناطيد حرارية) في الجو، تحسباً لردود الدفاع الأرضي المضاد للطائرات، ثم أغارت على مقر قيادة الفلسطينيين بحمام الشط، وقذفت الدفعة الأولى من قنابلها المبيدة، ثم أغارت مجدداً وقامت بقصف بقية الأهداف، قبل أن تغادر بسرعة في اتجاه البحر.
وروى مسؤولون فلسطينيون، أن الزعيم عرفات نجا بأعجوبة من الموت، إذ كان قد غادر منزل المسؤول الفلسطيني، حكم بلعاوي، في حدود الثالثة فجراً، باتجاه حمام الشط، بعد سلسلة من الاجتماعات الطويلة إثر عودته من المغرب، وكانت سيارات الموكب الفلسطيني تسير بالفعل في اتجاه المقر بحمام الشط، غير أن عرفات غيّر برنامجه في آخر لحظة، وقرر ألا يبيت ليلتها هناك، لينجو بأعجوبة من موت محقق، فالمبنى جرى تدميره بالكامل، وإسرائيل كانت تستهدف عرفات بالتأكيد، ولكنها كانت تستهدف كامل القوة 17، التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عملية "لارناكا"، وقتل ثلاثة جواسيس إسرائيليين.
الرد التونسي الرسمي والشعبي كان كبيراً جداً، حيث خرجت تظاهرات في كل المدن التونسية منددة بالاعتداء، وهدد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، إذا قامت باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة إدانة إسرائيل، وبالفعل امتنعت واشنطن عن ذلك لأول مرة في تاريخ دعمها للكيان الصهيوني، وصدر القرار الأممي رقم 573 بإدانة العدوان الإسرائيلي.
ويحيي، مساء اليوم الخميس، "الاتحاد الجهوي للشغل" في بن عروس، ذكرى الاعتداء الصهيوني الغاشم على مدينة حمام الشط. ويأتي إحياء الذكرى هذا العام بالتزامن مع الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، في ظل صمت عربي مشبوه.
وقال بيان الاتحاد، إن إحياء الذكرى للتأكيد على أن قضية فلسطين ستبقى مركزية بالنسبة لكل العرب والمسلمين، وأننا وإن انغمسنا في وضعنا الداخلي، فإننا لن ننسى فلسطين ولن نتأخر عن دعم إخوتنا بما هو متاح، حتى تحرير الأرض والإنسان.
اقرأ أيضاً اليوبيل الذهبي للثورة: "فتح" بين "الروح القدس" و"حامل الشنطة"