اشتباك في عرسال... وقطع طرقات بعد منع قافلة إغاثية

06 اغسطس 2014
القافلة بعد منعها في اللبوة (حسين بيضون)
+ الخط -
على الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين الجيش اللبناني ومقاتلي الدولة الاسلامية، في عرسال، حصل اشتباك مساء اليوم الأربعاء، عند طرف بلدة عرسال لجهة الشرق، فيما شهدت بعض المناطق اللبنانية، المحسوبة على الطائفة السنية، قطعاً للطرقات احتجاجاً على منع أهالي اللبوة مرور قافلة المساعدات الانسانية باتجاه عرسال.

وعمد أهالي تعلبايا إلى قطع طريق البقاع الأوسط بين زحلة وشتورا، بينما حاول بعض أهالي طرابلس قطع طريق الشمال باتجاه عكار.

كذلك نفذ الأهالي في منطقة الطريق الجديدة (في بيروت) والناعمة على الطريق التي تربط العاصمة بالجنوب محاولات لقطع الطرق، إلا أن الجيش وقوى الأمن الداخلي أعادا الأمور إلى نصابها وسط مناوشات وتوترات مع منفذي هذه الاحتجاجات.

وكانت القافلة الانسانية التي نظمها اتحاد الهيئات الإغاثية تتحضر للدخول الى عرسال. وتضم القافلة 15 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والطبية. من جهته، أخلى الجيش عدداً من المدنيين غالبيتهم من الاأطفال والنساء من عرسال.

ميدانياً، قالت معلومات لـ"العربي الجديد" إن مجموعات المقاتلين تستمر في انسحابها من البلدة باتجاه الجرد الفاصل بين عرسال والقلمون، تطبيقاً للمبادرة التي عملت عليها هيئة العلماء المسلمين. وأضاف مطلعون على أجواء هذه الاتصالات أن العمل سيتكمل غداً الخميس، بإطلاق سراح المزيد من أسرى الجيش بعدما تم إطلاق ثلاثة جنود اليوم.

وكان "العربي الجديد"، علم أن مجموعات "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدأت بالانسحاب من عرسال ليل الثلاثاء، لكنها تعرّضت لهجوم بالقذائف، لم يكن مصدره الجيش اللبناني. فعادت الأمور إلى دائرة التوتّر، واستمرت الاشتباكات المحدودة والمتقطعة حتى ساعات الظهيرة، قبل أن يسود الهدوء الحذر في المنطقة ثم تتجدد الاشتباكات. في حين أبلغت "جبهة النصرة"، "هيئة العلماء المسلمين"، انسحابها الكامل من عرسال، بالرغم من دخول مجموعات أخرى إليها.

وتمحورت الاشتباكات، بعد انهيار وقف إطلاق النار، في محور رأس السرج المهنية وعين عطا ووادي الرعيان، على تخوم البلدة لناحية الجرود، بينما قامت وحدات الجيش بعمليات تطهير في بعض أحياء عرسال، وفي وقت لا يزال بعض المسلّحين داخل أجزاء من البلدة.

من جهته، أعلن وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، أن "تطبيق سلم أولويات في أزمة عرسال يبدأ بتحرير جنود الجيش والقوى الأمنية المخطوفين والعمل على خروج المسلحين بشكل كامل".

يُذكر أنه كان تمّ التوصل إلى اتفاق، بمبادرة من "هيئة العلماء المسلمين"، تحت اسم "مبادرة حقن الدماء"، لوقف إطلاق النار في بلدة عرسال، ابتداءً من الساعة السابعة من مساء أمس الثلاثاء، وذلك لـ24 ساعة، على أن يتمّ، اليوم الأربعاء، سحب الجرحى وإدخال قافلة إنسانية إلى البلدة. وحظي الاتفاق بموافقة كل من رئيس الحكومة، تمام سلام، ووزير العدل أشرف ريفي، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، وقائد الجيش جان قهوجي.

ونصّت مبادرة النقاط الخمس، التي حصل عليها "العربي الجديد"، على التالي:
1 ــ تشكيل لجنة من أهالي عرسال وبعض الحقوقيين السوريين تدير عرسال، وتستلم الوضع الأمني، وتضمن تنفيذ المبادرة بإشراف مؤسسة "لايف" لحقوق الإنسان، ورعاية هيئة علماء المسلمين.
2 ــ تلتزم الأطراف المتقاتلة كافة بالانسحاب من عرسال وتسليمها للجنة.
3 ــ إطلاق سراح ثلاثة جنود لبنانيين كبادرة حسن نية من المقاتلين، مقابل دخول الهيئات الإعلامية ومنظمات الإغاثة الإنسانية.
4 ــ يتم نقل الجرحى والسماح بخروج المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال، وإدخال الأطباء لمعالجة من لا يُمكن نقلهم بإشراف لجنة عرسال.
5 ــ السماح بإيصال المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية كافة لبلدة عرسال.

المساهمون