اشتباكات متبادلة بين عناصر الأمن في جامعات مصر

11 أكتوبر 2014
بوابات إلكترونية وتفتيش الطلاب على الأبواب (العربي الجديد)
+ الخط -
انتهت عملية استعانة وزارة التعليم العالي المصرية بشركة خاصة لإدارة الأمن في تسع جامعات حكومية إلى المزيد من الفوضى، بدلا من ضبط الأداء، في ظل الهجوم على تدخل عناصر الشرطة في الحرم الجامعي على غرار العام الماضي.

وتسبب وجود عناصر شركة "فالكون" الخاصة في زحام شديد على أبواب الجامعات في اليوم الأول للدراسة نتيجة الإجراءات الأمنيّة وعمليات تفتيش الطلاب قبل السماح لهم باجتياز البوابات. وهو ما تسبّب في تفويت محاضرات على طلاب علقوا في صفوف التفتيش.

في جامعة القاهرة، أثار التفتيش خارج البوابات سخط الطلاب فطلبوا تسهيل دخولهم للحاق بمحاضراتهم. فنشبت اشتباكات بين أفراد الأمن الإداري في الجامعة وعناصر أمن شركة "فالكون" الخاصة أمام مدخل كليّة التجارة.

وقال شاهد عيان إن "أحد أفراد شركة فالكون منع دخول أحد أفراد الأمن الإداري إلى حرم الجامعة، وطلب منه إبراز بطاقة هويّته. وسرعان ما تطوّر الاشتباك اللفظي إلى عراك بالأيدي، ما أدّى إلى تمزيق ملابس عنصر الأمن الإداري".

وقال عضو اتحاد طلاب كليّة الهندسة محمد خليل إن "الأمن رفض رفضاً قاطعاً دخول الطلاب كليّة الهندسة، بحجّة أن اليوم إجازة رسميّة في الكليّة". وأشار إلى أن "ثمّة طوقاً أمنياً مشدداً على المدخل، خوفاً من تنظيم تظاهرات طلابيّة بالتزامن مع اليوم الأول للدراسة".

وفي جامعة الأزهر، تسبّب تفتيش عناصر "فالكون" للطلاب في زحام شديد أمام البوابة الرئيسيّة للجامعة ما أثار سخط الطلاب، وقال أحد شهود العيان إن عناصر الأمن ألقوا القبض على اثنَين من الطلاب لشكّهم بهما في أثناء التفتيش.

إلى ذلك، بدأت حركة "طلاب ضد الانقلاب" في جامعة الأزهر العام الجديد مبكراً، بحملة كتابة على أسوار الجامعة. ضمت "خلي فالكون تنفعكم"، تنديداً بشركة الأمن الخاصة التي استعانت بها الجامعة. إضافة إلى عبارات تندّد باختيار رئيس الجامعة الجديد المعيّن.
وقال المتحدث باسم طلاب ضد الانقلاب جامعة الأزهر، محمود الأزهري إنه تم القبض على طالبين دون معرفة أسباب، مضيفا أن انتشار عناصر "فالكون" تعد عودة صريحة ووقحة للحرس الجامعي المسلح، مشيرا إلى أن الجامعة تعاني من ضعف البنية التحتية للقاعات المحاضرات والمعامل بسبب قلة الميزانية، ومع ذلك دبرت الدولة ميزانية للتعاون مع شركة أمنية تكلفهم الملايين، قائلا "لماذا لم تدخر الدولة أموالها للإرتقاء بالعملية التعليمية بدلا من أن تسخر أموالها لشركات مصرح لها باستخدام الخرطوش لقتل الطلاب بهدف إخراس أصواتهم".


يذكر أن شركة "فالكون" الخاصة للحراسات والتأمين كانت المسئولة عن تأمين الحملة الانتخابية للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، ما يجعل كثيرون يربطون بين تلك المهمة واختيارها لتأمين الجامعات المصرية، في ظل حديث عن انشاء وزارة التعليم العالي المصرية لشركة حكومية لتأمين الجامعات، قيل إن ميزانياتها تبلغ نحول المليار جنيه، بحسب تصريحات رسمية.

وتواجدت قوات فض الشغب وعربات الأمن المركزي بشكل كثيف داخل وخارج وأمام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الخاصة، مزودة بالكلاب البوليسية، خوفا من تنظيم فعاليات احتجاجية، كما تظاهر طلاب ضد الانقلاب بكلية الهندسة العاشر من رمضان، مؤكدين استمرارهم في المطالبة بحرية الطلاب، والإفراج عن زملائهم المعتقلين.

ودخل طلاب كلية الأسنان في الجامعة البريطانية في القاهرة في إضراب عن دخول قاعات المحاضرات احتجاجا على فصل 15 طالبا من زملائهم دون التحقيق معهم أو عرضهم على مجالس تأديب، معلنين بدء اعتصام مفتوح أمام القاعات الدراسية، حتى عودة الطلاب المفصولين.

وذكرت صفحة طلاب ضد الانقلاب أن الأمن الإداري اعتدى على طلاب بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بدمياط الجديدة، بعد قيام أسرة طلابية اسمها "الحرية" بتعليق لافتة تهنئ الطلاب بالعام الدراسي الجديد، حيث تم تمزيق الجداول التي يتم توزيعها على الطلاب، وتحويل 3 طلاب منهم إلى مجلس تأديب.

وفيما وجه وزير التعليم العالي المصري سيد عبد الخالق رسالة إلى الطلاب في أول يوم دراسي طالبهم فيها بالحرص على العلم، وعدم التخريب، أصدر طلاب من عدة حركات سياسية بينها الاشتراكيون الثوريون بيانا بعنوان "حركة طلابية واحدة"، يحذرون فيه من محاولات قمع الحياة الطلابية داخل الجامعات، معلنين رفضهم أي لائحة طلابية يصدرها المجلس الأعلى للجامعات لا تعبر عن الطلاب.
وانتقد البيان ممارسات إدارة الجامعة البريطانية في حرمان طلابها من إصدار لائحة تعبر عنهم، معترضين على قرارات رئيس الجامعة البريطانية بفصل رئيس اتحاد الطلاب فصلا نهائيا، وأربعة من زملائه لمدة فصل دراسي، وفصل 13 آخرين لمدة أسبوع، عقوبة لهم على تنظيم مظاهرة تطالب بلائحة عادلة.