تشهد مناطق المطار القديم، وقصر بن غشير، جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس، اشتباكات عنيفة، منذ صباح اليوم الجمعة، بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات حكومة "الوفاق" التي تحاول صدّها.
وقال محمد قنونو المتحدث باسم قوات "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الحكومة تقدمت باتجاه منطقة قصر بن غشير وسيطرت على أجزاء واسعة من المطار القديم المتوقف منذ 2014، فيما تحاول قوات حفتر المحافظة على تمركزها في المنطقة".
وكثّفت قوات حفتر من غاراتها الجوية على المنطقة، في محاولة لإسناد قواتها على الأرض، وقال قنونو، إنّ "طيران حفتر لم يتوقف اليوم عن قصف طريق المطار القديم ودار المطار في محاولة لاستهداف قواتنا المتقدمة في هذا المحور".
وفيما أشار إلى أنّ طائرة مسيرة عن بعد، لصالح قوات حفتر، لم تتوقف عن القصف، خلال الليل، أكد قنونو أنّ طيران الحكومة دمّر رتلاً تابعاً لحفتر في منطقة بورشادة القريبة من مدينة غريان، كان في طريقه لإمداد قواته بجنوب طرابلس.
وأعلن حفتر في 4 إبريل/ نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.
وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.
وتسبّب اتساع رقعة المواجهات من منطقة إلى أخرى في طرابلس، بمزيد من حركة النزوح، فحتى ساعات ليل الخميس، تمكّنت فرق الهلال الأحمر الليبية، من إجلاء 20 أسرة.
وقال الهلال الأحمر، في بيان، إنّ فرقه "لا تزال، حتى اليوم الجمعة، تتلقّى بلاغات استغاثة من أسر عالقة وتحاول فتح ممرات آمنة لها، لا سيما في منطقة القبائلية في عين زاره".
سياسياً، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق"، عن ترحيبه بنجاح مجلس النواب في عقد جلساته بطرابلس، مؤكداً أنّ "موقف هؤلاء النواب يعبّر عن إدراكهم الحقيقي لخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد".
وقال المجلس، في بيان، نشره في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، إنّ "الاعتداء على العاصمة ومدن أخرى، ضرب لمسار التوافق واعتداء على الشرعية"، مضيفاً "لقد حان الوقت ليستعيد نواب الأمة دور مجلسهم ليؤدي واجبه في حماية المواطنين، وليساهم في وقف سيطرة شهوة السلطة والتسلط ومن يريد أن يعيد البلاد إلى الحكم الشمولي والعسكري"، داعياً باقي النواب إلى "الالتحاق بزملائهم لإعلاء مصلحة الوطن ولإنهاء المرحلة الانتقالية".
وأعلن ما يقارب 50 نائباً، أمس الخميس، عن عقدهم لجلسة رسمية لمجلس النواب في طرابلس، أعلنوا خلالها عن رفضهم لهجوم قوات حفتر على العاصمة، كما أعلنوا عن بدء مداولات بينهم لمناقشة اللائحة الداخلية للمجلس، بغية انتخاب رئيس جديد له، متهمين عقيلة صالح باختطاف قرار المجلس واستغلاله لصالح حفتر وطموحه العسكري.
ويترأس صالح مجلس نواب طبرق في شرق ليبيا، التابع لحفتر، بينما تعترف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحكومة "الوفاق" في طرابلس.
ولقي عقد جلسة النواب، أمس الخميس، بطرابلس اهتماماً داخلياً، إذ رأى المجلس الأعلى للدولة، في بيان، مساء الخميس، أنّ "الجلسة خطوة هامة في سبيل معالجة وتصحيح وضع مجلس النواب والخروج من حالة الانسداد السياسي التي تسببت فيها مصادرة رئاسته لإرادة الأعضاء"، مطالباً باقي أعضاء المجلس بـ"سرعة الالتحاق بجلسات المجلس في طرابلس".
وقال النائب سالم قنان، أحد النواب المشاركين في الجلسة، أمس الخميس، لـ"العربي الجديد"، إنّ المجلس سيكون دائم الانعقاد بسبب التحدي الذي تعيشه طرابلس ووقع الحرب التي تتصدى لها، معلناً أن عقد الجلسة لتأكيد شرعية من يدافعون عن العاصمة حالياً.