اندلعت اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محور رأس العين بريف الحسكة الشمالي، بعد وقوع تفجير جديد في المدينة، واتهام "قسد" بالوقوف وراءه.
وقالت مصادر محلية إن حصيلة التفجير الذي استهدف مدينة رأس العين مساء أمس الثلاثاء، بلغت قتيلاً وثلاثة جرحى، إذ قضى شاب كان قد أصيب إصابة خطيرة نتيجة انفجار الدراجة النارية المفخخة بالقرب من المستشفى الوطني في منطقة مكتظة بالمدنيين.
من جهتها، تحدثت مصادر من "الجيش الوطني السوري" عن أن الانفجار أدى أيضاً إلى مقتل عنصر من الجيش كان متواجداً في مكان الانفجار.
وكان هذا التفجير الثاني خلال أقل من أسبوع، إذ شهدت المدينة يوم الأحد الماضي انفجار مفخخة وسط سوق شعبي، ما أسفر عن مقتل وجرح قرابة ثلاثين مدنياً بينهم أطفال ونساء.
وكانت وزارة الدفاع التركية الداعمة لـ"الجيش الوطني السوري" قد اتهمت مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تقود "قسد"، بالوقوف وراء التفجير. وشهدت المدينة سابقاً العديد من الانفجارات التي أوقعت خسائر بشرية في صفوف المدنيين وعناصر الجيش الوطني.
ويتمركز الجيش التركي إلى جانب "الجيش الوطني السوري" في ناحية رأس العين منذ السيطرة عليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب عملية عسكرية ضد مليشيات "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وعقب تفجير أمس، اندلعت اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قسد" على محور القاسمية جنوب شرق مدينة رأس العين، تخلله قصف متبادل بالمدفعية والصواريخ.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش الوطني، في حين ذكرت مصادر مقربة من "قسد" أن الأضرار اقتصرت على المادية أيضاً.
وجاءت تلك التطورات في رأس العين تزامناً مع إقامة "قسد" مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الناطق باسم التحالف الدولي ضد "داعش" في سورية، حول نتائج الحملات التي شنتها الأخيرة ضد "خلايا داعش" في المنطقة.
وعقد المؤتمر في مقر القاعدة العسكرية الأميركية في حقل رميلان، وأكد الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي مايلز كاغينز أن التحالف مع "قسد" حقق نتائج ونجاحات ضخمة في القضاء على "داعش"، مستدركاً "مع ذلك ما زال خطر داعش مستمراً".
ويذكر أن "قسد"، التي تتلقى الدعم من التحالف الدولي وتسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، متهمة بممارسة انتهاكات بحق المكونات الأخرى في المنطقة، وتقوم بممارسة الانتهاكات خاصة عند شنّ حملات الاعتقال بحجة ملاحقة عناصر خلايا تنظيم "داعش".