ويدعو طه الحكومة العراقيّة إلى "تغيير استراتيجيتها في التعاطي مع المؤسسة العسكريّة والحشد الشعبي، وأن تضع كلاً في موقعه الحقيقي، وأنّ تفصل بينهما، بل يجب أن تكون السلطة في الميدان للجيش لا العكس".
ويحذّر طه من "خطورة تنامي قدرة المليشيات على حساب الجيش والقوات الأمنيّة، الأمر الذي سيؤثر على استقرار الأمن الداخلي للبلاد"، مؤكّداً أنّ "الدولة بحاجة إلى مؤسسة عسكرية ذات ولاء للوطن، تستعين بها على الظروف الطارئة وعلى أيّ مخاطر".
ويشير القيادي الكردي إلى أنّ "الحكومة أفرغت قانون الحرس الوطني من محتواه، بعد أن كان الهدف منه أن يكون قوة تمسك الأرض وتدير الملف الأمني في كل المحافظات، بعد أن يدخل أبناؤها بتركيبته"، مبيناً أنّه "تم زج المليشيات ضمن القانون وأفسد المشروع، ليصبح عديم الجدوى". ويؤكد طه أّنّ "على الحكومة أن تهيئ الجيش لمسك الأرض بعد داعش، وأن لا تعتمد على المليشيات التي تورطت بانتهاكات كثيرة".
اقرأ أيضاً: العراق: انشقاق حاد بصفوف المليشيات والعبادي يخشى على حياته
بدوره، يقول النائب عن تحالف القوى العراقيّة، خالد المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة ميّزت الحشد الشعبي على الجيش العراقي من خلال معركة تكريت، وهي محاولة لتصدر الحشد على المشهد الأمني في البلاد".
ويؤكد المفرجي أنّ "إفراغ قانون الحرس الوطني من محتواه، هو انقلاب على الاتفاق السياسي الذي عقدناه مع رئيس الحكومة"، مضيفاً "لم نلمس أيّ تحرك حقيقي وجاد من قبل الحكومة على تطبيق بنود الاتفاق للأسف".
من جهته، يكشف مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، عن استقالة ثلاثة ضباط كبار بالجيش، بعد تعرضهم لمضايقات أو إهانات من قادة المليشيات لم يستطيعوا ردها، كما لم تقدم وزارة الدفاع أو الحكومة أي رد اعتبار لهم.
ويوضح المصدر، الذي يشغل منصب عقيد بالجيش، أن "المليشيات تستمد قوتها من إيران ورجال الدين ولا قدرة لنا على رفض أوامرها، أو حتى التأخر بتلبيتها"، مشيراً إلى أن "هناك دبابات ومدرعات أخذوها من المخازن واستخدموها ولم يستأذنوا أحداً، حتى بات الجيش لهم خزيناً مالياً وتسليحياً لا أكثر".
ويعاني الجيش العراقي من عدم الانضباط والتسيّب بشكل كبير، في وقت ترهلت فيه المؤسسة العسكريّة العراقية، عقب انفلات الجيش عند دخول "داعش" إلى العراق في يونيو/حزيران من العام الماضي، فيما أثّر الحشد الشعبي بشكل كبير على انضباط المؤسسة العسكريّة، من خلال تمرّده على ضباط وقادة الجيش وتعدد مراكز القيادة.
اقرأ أيضاً: تكريت: سيناريو عين العرب في العراق