للمرة الثالثة في أقل من أسبوع، أعلنت الولايات المتحدة اعتراض مدمرة تابعة لقواتها البحرية، صواريخ انطلقت من مناطق يسيطر عليها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، الأمر الذي لا يمثل تطوراً عابراً بالنسبة للصراع الدائر في اليمن، بل يعيد إلى الأذهان حادثة استهداف المدمرة "يو إس إس كول" عام 2000، خصوصاً في ظل وقوع الحادثة في البحر الأحمر الذي يقسم المنطقة العربية إلى دول آسيوية وأفريقية ويتمتع بأهمية جيوسياسية واستراتيجية بالنسبة لدول عدة في المنطقة، وفي مقدمتها السعودية ومصر والسودان.
ووفقاً لتصريحات منسوبة إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقد أطلقت المدمرة "يو إس إس مايسون" مضادات بعد رصدها إطلاق صواريخ انطلقت من اليمن بينما كانت تُبحر في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، وهي المرة الثالثة التي يتم الإعلان فيها عن تعرض هذه المدمرة لاستهداف صاروخي من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، إذ جرى الإعلان في المرة الأولى عن سقوط صاروخين بالقرب من السفينة، وفي الثانية أعلن البنتاغون اعتراض صاروخ على الأقل.
وتحوّلت المدمرة مع تكرار استهدافها بصورة لافتة إلى "لغز" وُضعت حوله علامات الاستفهام، باعتباره تطوراً خطيراً يمكن أن يجر الولايات المتحدة مباشرة إلى الصراع في اليمن، أو يعكس توجّهاً على هذا النحو، الأمر الذي تعزز مع الإعلان المتكرر من المسؤولين الأميركيين، عن أن الهجمات لن تمر دون رد، بل تعدى ذلك، إلى إعلان واشنطن عن قصف لأول مرة استهدف مناطق يسيطر عليها الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من قبل بوارج حربية أميركية، قيل إنها استهدفت مواقع رادارات في اليمن مسؤولة عن توجيه الصواريخ.
وكان لافتاً أن الحوثيين الذين يتهمون أميركا بالوقوف وراء التحالف الذي تقوده السعودية، سارعوا إلى نفي اتهامات واشنطن لهم باستهداف السفن، وأعلنوا استعدادهم للتعاون مع أي تحقيق دولي حول تلك الاتهامات. واعتبر زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، أن القصف الأميركي الذي استهدف مواقع في السواحل اليمنية، يستهدف مدينة الحديدة الساحلية اليمنية المطلة على البحر الأحمر. ويأتي النفي، خلافاً لما جرى مع السفينة الإماراتية التي تعرضت لصاروخ أطلقه الحوثيون قرب باب المندب في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وأعلنوا على الفور المسؤولية عن إطلاقه، كما وجهوا تحذيراً للسفن من اختراق المياه اليمنية دون الحصول على إذن مسبق.
اقــرأ أيضاً
وفي ظل التفسيرات المتعددة لهذه التطورات، نشرت شبكة "سي إن إن" تصريحاً لافتاً يعزز نفي الحوثيين بعدم استهداف السفينة التي كانت تُبحر في البحر الأحمر، إذ نسبت إلى مسؤول في البنتاغون أنه "لا يزال من غير الواضح حقيقة إن كان هناك بالفعل صواريخ أطلقت مستهدفة القطعة البحرية أو أن هناك خللاً ما في أنظمة الرصد الرادارية على متن المدمرة الأميركية".
من جهة أخرى، يبدو تكرار الحادث تطوراً بالغ الحساسية سواء كان ناتجاً عن استفزاز من الحوثيين، قد يقود إلى رد أميركي صارم يوصل رسالة بأن المياه الدولية ومضيق باب المندب الاستراتيجي، خط أحمر يجب أن يبقى بعيداً عن تهديد. كما يعكس التطور، وفي حال كانت هناك دوافع سياسية من وراء التصعيد، إمكانية وجود رغبة من واشنطن بتحرك عسكري من نوع ما، يعزز التواجد الأميركي في البحر الأحمر، على الأقل، ما لم يكن الهدف أبعد من ذلك، وهو التدخل عسكرياً بشكل مباشر في اليمن.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان، حادث استهداف المدمرة "يو إس إس كول"، في ميناء مدينة عدن اليمنية، في 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، وتفجيرها مما أدى لمقتل 17 بحاراً أميركياً كانوا على متنها. وكان ذلك التفجير الذي نُسب إلى تنظيم "القاعدة"، بمثابة بداية لتدخّل أميركي أمني واسع في اليمن، لدرجة تردد معها أن قوات أميركية كانت قد شرعت باجتياح مدينة عدن إلا أن التحرك جرى احتواؤه عبر الأطر الدبلوماسية.
إلى ذلك، تكتسب التطورات الأمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أهمية كبيرة لدى مختلف دول المنطقة، باعتباره ممراً تجارياً عالمياً يرتبط مباشرة بالحركة التجارية في قناة السويس بمصر، فمن جهة تؤثر التهديدات الأمنية على مدى الحركة التجارية، ومن جهة أخرى، تدفع الدول لتعزيز تواجدها العسكري في البحر الأحمر، وهو ما قد يثير قلق دول مثل السعودية.
ووفقاً لتصريحات منسوبة إلى مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فقد أطلقت المدمرة "يو إس إس مايسون" مضادات بعد رصدها إطلاق صواريخ انطلقت من اليمن بينما كانت تُبحر في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، وهي المرة الثالثة التي يتم الإعلان فيها عن تعرض هذه المدمرة لاستهداف صاروخي من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، إذ جرى الإعلان في المرة الأولى عن سقوط صاروخين بالقرب من السفينة، وفي الثانية أعلن البنتاغون اعتراض صاروخ على الأقل.
وكان لافتاً أن الحوثيين الذين يتهمون أميركا بالوقوف وراء التحالف الذي تقوده السعودية، سارعوا إلى نفي اتهامات واشنطن لهم باستهداف السفن، وأعلنوا استعدادهم للتعاون مع أي تحقيق دولي حول تلك الاتهامات. واعتبر زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، أن القصف الأميركي الذي استهدف مواقع في السواحل اليمنية، يستهدف مدينة الحديدة الساحلية اليمنية المطلة على البحر الأحمر. ويأتي النفي، خلافاً لما جرى مع السفينة الإماراتية التي تعرضت لصاروخ أطلقه الحوثيون قرب باب المندب في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وأعلنوا على الفور المسؤولية عن إطلاقه، كما وجهوا تحذيراً للسفن من اختراق المياه اليمنية دون الحصول على إذن مسبق.
وفي ظل التفسيرات المتعددة لهذه التطورات، نشرت شبكة "سي إن إن" تصريحاً لافتاً يعزز نفي الحوثيين بعدم استهداف السفينة التي كانت تُبحر في البحر الأحمر، إذ نسبت إلى مسؤول في البنتاغون أنه "لا يزال من غير الواضح حقيقة إن كان هناك بالفعل صواريخ أطلقت مستهدفة القطعة البحرية أو أن هناك خللاً ما في أنظمة الرصد الرادارية على متن المدمرة الأميركية".
من جهة أخرى، يبدو تكرار الحادث تطوراً بالغ الحساسية سواء كان ناتجاً عن استفزاز من الحوثيين، قد يقود إلى رد أميركي صارم يوصل رسالة بأن المياه الدولية ومضيق باب المندب الاستراتيجي، خط أحمر يجب أن يبقى بعيداً عن تهديد. كما يعكس التطور، وفي حال كانت هناك دوافع سياسية من وراء التصعيد، إمكانية وجود رغبة من واشنطن بتحرك عسكري من نوع ما، يعزز التواجد الأميركي في البحر الأحمر، على الأقل، ما لم يكن الهدف أبعد من ذلك، وهو التدخل عسكرياً بشكل مباشر في اليمن.
إلى ذلك، تكتسب التطورات الأمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أهمية كبيرة لدى مختلف دول المنطقة، باعتباره ممراً تجارياً عالمياً يرتبط مباشرة بالحركة التجارية في قناة السويس بمصر، فمن جهة تؤثر التهديدات الأمنية على مدى الحركة التجارية، ومن جهة أخرى، تدفع الدول لتعزيز تواجدها العسكري في البحر الأحمر، وهو ما قد يثير قلق دول مثل السعودية.