استنكار محلي ودولي لهجمات المليشيات الطائفية في ديالى

13 يناير 2016
إدانة دولية لجرائم المليشيات الطائفية في ديالى (فرانس برس)
+ الخط -

استنكرت منظمات محلية ودولة الهجمات الأخيرة للمليشيات الطائفية، والتي استهدفت عدداً من المساجد ومنازل المواطنين في بلدة المقدادية، وأسفرت عن تفجير تسعة مساجد ونحو 90 قتيلاً وإحراق عدد كبير من المحال التجارية.

ودان الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق، بان كوبيش، تفجير عدد من المساجد في بلدة المقدادية بمحافظة ديالى (شمال شرق) العاصمة بغداد.

وقال كوبيش في بيان، إن "تفجير المساجد محاولة لتأجيج الطائفية في البلاد عبر استهداف أماكن العبادة، حيث يسعى الجناة لتأجيج العنف في محاولة لإعادة العراق إلى أيام الفتنة الطائفية". في إشارة منه لعامي 2006 و2007.

ودعا كوبيش، "كافة الأطراف إلى عدم الانجرار وراء دوامة الانتقام، بسبب تلك الأعمال المشينة التي تستهدف تفرقة مكونات الشعب العراقي".

اقرأ أيضاً: العراق: المليشيات تصعّد انتهاكاتها في ديالى

من جانبها دانت هيئة علماء المسلمين في العراق والتي تتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً لها، الاعتداءات التي استهدفت دور العبادة والمواطنين "السنة" في ديالى على يد المليشيات الطائفية.

وقال بيان صادر عن الهيئة توصلت "العربي الجديد" بنسخة منه، إن "حجم الدمار الذي لحق بالأبنية والمساجد، وإزهاق الأرواح، وتهجير سكان المقدادية في ديالى أخيراً، فاق ما سبقه من جرائم  تقوم بها المليشيات والجيش الحكومي، ضد المواطنين وأعيان المدينة، وقتلهم على الهوية وتهجيرهم قسرياً".

وأوضح البيان ذاته، أن "مليشيات بدر بقيادة النائب في البرلمان، هادي العامري، ترافقها مجاميع من مليشيات الحشد الشعبي، بإمرة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، وبدعم وإسناد من الجيش الحكومي، هاجمت بلدة المقدادية في محافظة ديالى، ودمرت وفجرت دور العبادة، وأحرقت عدداً من المحال التجارية في الحي العصري بعد أن سرقت كافة محتوياتها".

وانتشرت مليشيات الحشد، بشكل كثيف بعد انفجار حصل في أحد المقاهي الشعبية في بلدة المقدادية بديالى، وبدأت بحملة واسعة لتفجير الجوامع والمنازل والمحال التجارية في المدينة، وداهمت عدداً من المنازل وأعدمت عشرات الشباب بحسب الشرطة العراقية.

وتجولت المليشيات، بين الأحياء السكنية والأزقة والشوارع، وطلبت من الأهالي عبر مكبرات الصوت بمغادرة المدينة خلال 24 ساعة، وإلاّ سيواجهون مزيداً من القتل.

يذكر أن محافظة ديالى الحدودية مع إيران، تتعرض إلى حملة واسعة للتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي منذ سنوات، وشهدت حملات تهجير واسعة للأسر على أسس طائفية، تمتنع حالياً القوات الحكومية على إعادتهم متذرعة بأسباب مختلفة.

اقرأ أيضاً: العراق: تجدد الاشتباكات العشائريّة في البصرة

ولا يستطيع الصحافيون الدخول إلى ديالى، خشية التصفية الجسدية على يد المليشيات المسيطرة على المحافظة بأكملها، خاصة بعد أن قامت تلك المليشيات بخطف وإعدام مراسل إحدى القنوات الفضائية العراقية مع مصوره.

وفي السياق ذاته، دانت الأمم المتحدة اغتيال كادر قناة "الشرقية"، يوم أمس، على يد المليشيات الطائفية في ديالى، حين كان مراسل القناة ومصورها يتجهان لتغطية أحداث تفجير وإحراق المساجد في المدينة.

ووصف رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق اغتيال الصحافيين بأنه "عمل خسيس".

وقال رئيس البعثة، بان كوبيش، في بيان صحافي، حول الواقعة، إن "اغتيال مراسل ومصور قناة الشرقية الفضائية، عمل خسيس وعلى السلطات العراقية ملاحقة المنفذين لهذه الجريمة".

وبين كوبيش، أن "على السلطات العراقية القبض على مرتكبي جريمة قتل الصحافيين في ديالى، وتقديمهم للعدالة وتوفير أقصى الجهود لحماية الصحافيين".

ويعيش أهالي ديالى بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت المساجد والمحال التجارية والمواطنين، حالة ذعر شديدة، فيما لا يستطيع الشباب الخروج من منازلهم، خشية الخطف أو الاغتيال على يد المليشيات التي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً.

واكتفى الكثير من الأهالي بتشييع شبابهم الذين أعدمتهم المليشيات بشكل سريع، من كبار السن فقط، خشية على الشباب من الاغتيال، فيما اكتفى الأقارب والأصدقاء بتقديم التعازي عبر الهاتف.

اقرأ أيضاً: البصرة... مليشيات وعشائر تهدّد استقرار العاصمة الاقتصادية للعراق


المساهمون