استنفار وقلق بالقامشلي بعد اشتباكات أسقطت قتلى للنظام و"قسد"

08 سبتمبر 2018
+ الخط -
سقط ما لا يقل عن ثمانية عشر عنصراً، يتبعون للنظام السوري، ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، أقصى شمال شرق سورية، بعد اشتباكاتٍ بين الجانبين، قبل ظهر اليوم السبت.

واستنفر الجانبان قواتهما هناك، وأغلقت الأسواق التجارية، على خلفية التوتر، الذي لا يعتبر الأول من نوعه، ويأتي في سياق تعثر لقاءات مسؤولي "قسد" مع النظام في دمشق، الشهر الماضي.

وقال ناشطون محليون ينحدرون من محافظة الحسكة، لـ"العربي الجديد"، إنّ وتيرة الاشتباكات هدأت نسبياً، لكن قوات النظام من جهة، وما تُعرف بـ"الأسايش" (قوات الأمن الكردية) التابعة لـ"قسد"من جهة أخرى، استنفرت عناصرها في المدينة، تحسباً لتصعيدٍ كبير، على خلفية المواجهات المسلحة التي دارت اليوم.

ووفق معطياتٍ أولية، فإنّ ما لا يقل عن 11 عنصراً من قوات النظام، و7 من "الأسايش" قُتلوا خلال الاشتباكات. وقد اطلع "العربي الجديد"، على صورٍ نشرها ناشطون في القامشلي على مواقع إلكترونية، وتوضح جثثاً متناثرة في الشوارع التي شهدت المعارك، كما توضح من جهة أخرى، انتشاراً عسكرياً كبيراً لـ"قسد" و"الأسايش" في الشوارع التي تُسيطر عليها المجموعات العسكرية الكردية، بينما يحتفظ النظام فيها بمربع أمني.

وفيما لم يصدر موقف رسمي، حتى الساعة، من قبل قوات النظام، فقد قالت "الأسايش" (القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي)، في بيان، اليوم السبت، إنّ دورية تابعة للنظام مؤلفة من ثلاث سيارات، قامت بالدخول إلى مناطق سيطرة قواتها في مدينة القامشلي، واعتقال المدنيين العزل، وأثناء مرورهم من إحدى النقاط العسكرية، قام عناصر الدورية باستهداف قواتها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لترد الأخيرة على هذا الاعتداء، وينجم عن ذلك قتل أحد عشر عنصراً من عناصر النظام، وجرح اثنين، ومقتل سبعة من عناصرها وجرح آخر.

وبالوقت الذي ذكر فيه ناشطون، أنّ للتوتر العسكري المباشر، اليوم السبت، عدة أسباب غير مباشرة، على خلفية فشل المفاوضات في دمشق بين النظام و"قسد" الشهر الماضي، وعرقلة "قسد" لبرنامج انتخابات "الإدارة المحلية" التي ينظمها النظام، فإنّ تقاطع معلومات عدة مصادر، تُفيد بأنّ دورية أمن لقوات النظام، رفضت أوامر حاجز لـ"الأسايش" قرب حي السياحي، دعاها للتوقف، الأمر الذي تطور إلى اشتباكاتٍ مُسلحة أوقعت أكثر من ثمانية عشر قتيلاً، من الجانبين حتى الساعة.

وهذا التوتر الذي يؤدي لاشتباكاتٍ بين الجانبين، ليس الأول من نوعه، إذ شهدت محافظة الحسكة توتراتٍ مماثلة في السابق، كان أبرزها الاشتباكات التي أوقعت أكثر من أربعين قتيلاً في آب/أغسطس 2016، قبل أن يصل ضباط روس إلى مطار القامشلي، ويعقدوا اتفاق تهدئة بين الطرفين.